صدر حديثًا عن دار الآداب في لبنان كتاب “الغجر يحبون أيضًا” للروائي الجزائري واسيني الأعرج. تعد هذه الرواية هي الأحدث للكاتب بعد رواية “مي: ليالي إيزيس كوبيا”.
“الغجر يحبُّون أيضًا” هي قصَّة اكتشاف خوسيه، مصارع الثيران، لمدينة وهران في الخمسينيات، لمجتمعها التحتيّ الظالم وهي أيضًا قصة حبيبة خوسيه، أنجلينا، التي تحمل ذاكرة غجر انتهوا في أفران الغاز النازيَّة. رواية عن المزيج المتداخل من الثقافات والقوميَّات المتراكمة، المتفاعلة والمتنافرة في الوقت نفسه. هويَّات غير معلنة، على حافَّة الانفجار، وأخرى في طور التكوين.
وعمد الروائي إلى إبراز هذا التنوّع في المجتمع الوهراني في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، تنوّع في الأعراق والأديان والجنسيات ليطرح إشكالية التعايش في الأرض في ظلّ هذا التّنوع ، فتطرّق إلى إمكانية التعايش السلمي بين كل تلك الأطياف ووضّح كيف حالت العنصرية الفرنسية دون ذلك. ومن هذين المحورين (التعايش \ العنصرية) انطلق الروائي في بناء أحداث روايته فكانت شخصية “أنجيلينا” أو إنجي الغجرية المنطلقة والمتمتعة بحريتها شخصية رافضة للظلم بكلّ أشكاله ومتمرّدة على العنصرية الفرنسية والتهميش تأثرا بأفكار والدها “إميليانو زباطا” مهرب الأسلحة للمجاهدين والمتعاون مع العرب لأنه يدعم قضايا التحرر أينما كانت.
ب/ص
