الغاز الطبيعي وانعدام المرافق الرياضية هاجسهم الأكبر.. غياب الضروريات يعقد مأمورية قاطني قرية “اقرعيشن” بسوق الحد

elmaouid

لا يزال سكان قرية “اقرعيشن” بسوق الحد جنوب شرق بومرداس يتخبطون في نقائص عدة عقدت مأموريتهم وحياتهم اليومية، وساهمت في تردي أوضاعهم المعيشية، وما زاد من سوء حالتهم، هو التزام السلطات

الصمت على الرغم من الوعود التي كانت قد أمطرتهم بها، غير أنه لا حياة لمن تنادي، ليبقى مواطنو القرية رهن الوعود التي تقطعها السلطات المحلية لهم وجملة المشاكل اليومية التي تعرقل حياتهم المعيشية.

 

قارورات البوتان في غياب الغاز الطبيعي

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “اقرعيشن” بسوق الحد جنوب شرق بومرداس تمثل في غياب شبكة الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يتكبدونها من وراء غياب هذه الطاقة خاصة في فصل الشتاء من أجل التدفئة.

وقد أكد القاطنون في لقائنا بهم أنهم يواجهون متاعب كبيرة للحصول على قارورات غاز البوتان التي تنفذ بسرعة البرق في ظل استعمال جميع قرى البلدية لقارورات غاز البوتان، ما يكبدهم مصاريف النقل هم في غنى عنها، أين ينتقلون حتى إلى وسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل جلبها، كما يصطدمون بارتفاع ثمنها الذي يصل في الأيام الباردة الممطرة إلى 450 دج، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات بسيطة الدخل التي أدت بهم إلى جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ، وبالتالي اتباع طرق بدائية ونحن في 2018.

لذلك يأمل السكان أن تلتفت السلطات المحلية في القريب العاجل وتبرمج مشروع ربطهم بهذه الشبكة حتى تنهي معاناتهم وتجعل يومياتهم كباقي يوميات العائلات الأخرى بقرى مجاورة مستفيدة من هذه الطاقة الحيوية.

 

اهتراء قنوات الصرف الصحي هاجس السكان

يشتكي قاطنو القرية من اهتراء قنوات الصرف الصحي ما تسبب في تسرب المياه القذرة داخل السكنات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، ما أثار حفيظة السكان، مبدين في هذا السياق استياءهم الشديد جراء تفاقم الأوضاع البيئية بالقرية خاصة في فصل الصيف أين تكثر الأمراض والأوبئة، مضيفين أن مشكل اهتراء قنوات الصرف الصحي بالقرية ليس وليد اليوم، وإنما هو مشكل ظل يرافق سكان القرية منذ سنوات، ورغم إلحاح المواطنين على ضرورة التكفل بوضعيتهم إلا أن السلطات تعدهم في كل مرة، غير أن تلك الوعود تذهب مهب ريح، ما امتعض له السكان.

كما تخوف العديد من قاطني القرية من تدهور الأوضاع من السيء إلى الأسوأ، خاصة مع اقتراب فصل الصيف، أين ترتفع درجة الحرارة وتكثر الجراثيم، ما قد يهدد حياتهم وحياة أولادهم، داعين السلطات المعنية إلى ضرورة تهيئتها في القريب العاجل.

 

 

… واهتراء الطرقات ينغص يومياتهم

من بين النقائص التي يشكو منها السكان أيضا ونغصت عليهم العيش الكريم، اهتراء شبكة الطرقات التي تتواجد في وضعية مزرية باعتبارها لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات، أين عبر القاطنون عن استيائهم من الحالة الكارثية التي آلت إليها طرقات القرية التي تشهد حالة متقدمة من التدهور نظرا لكثرة الحفر والمستنقعات المائية في فصل الشتاء، مما يعرقل حركة السير سواء بالنسبة للراجلين أو أصحاب المركبات الذين يجدون صعوبة كبيرة في المرور عبر طريق تغزوه الحفر والمطبات، حيث أصبح هذا الأمر هاجسا لطالما أرهقهم حسب تعبير سكان القرية، رغم كل هذه المعاناة فإنهم يوجهون نداء استغاثة للمسؤولين من أجل تهيئة الطرقات، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض القاطنين لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.

 

الإنارة العمومية خدمة غائبة بالقرية

كما استاء السكان من غياب الإنارة العمومية التي أصبحت خدمة مفقودة بالقرية، ما جعلهم يجبرون على الخروج من منازلهم في الفترة المسائية بالمصابيح اليدوية نظرا للظلام الدامس الذي يسود المكان، مؤكدين في ذات السياق أن غياب الإنارة العمومية بات يشكل حجر عثرة أمام السكان خلال تنقلاتهم في الفترة المسائية أو أثناء عودتهم من العمل بسبب الظلام الدامس، مضيفين أن غياب الإنارة دفعهم إلى اقتناء مصابيح يدوية تجنبا لحدوث الأخطار التي قد تطالهم في الطريق وأدى إلى انتشار السرقة والاعتداءات، أين حول المجرمين حياة السكان إلى جحيم حقيقي لا يطاق وحرمهم من نعمة الراحة بقريتهم، الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات من أجل إنارة القرية حتى تنهي معاناتهم.

 

القرية تغرق في النفايات

في حين يشتكي السكان أيضا من مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي انتشار النفايات ما حول القرية إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها بسبب النقص الفادح في عدد الحاويات الموضوعة بالقرية، الأمر الذي خلق أزمة نظافة في القرية وجعلها تغرق في النفايات، مضيفين أن عمال النظافة لا يزورون القرية بصفة يومية، ما أدى إلى تكدس النفايات بها وتعفن الحاويات التي باتت تطلق روائح كريهة.

كما حمّل بعض السكان مسؤولية تدهور القرية أيضا إلى غياب الحس المدني لدى السكان الذين يلقون بنفاياتهم في أماكن غير مرخصة متحججين بعدم توفر الحاويات المخصصة لرمي القمامات، داعين السلطات إلى ضرورة توفير الحاويات المخصصة لرمي القمامة في أقرب الآجال حتى تنهي معاناتهم مع هذه المشكلة التي أرّقت يومياتهم خاصة في فصل الصيف الذي تعرف فيه درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا.

 

انعدام المرافق الترفيهية مشكل آخر يضاف إلى القائمة

في حين أعرب شباب القرية عن استيائهم نتيجة انعدام المرافق الترفيهية

والرياضية، حيث أن غياب هذه الأخيرة جعل معظم شباب القرية يتوجهون إلى المقاهي بالقرى المجاورة والدخول إلى منازلهم متأخرين، مضيفين أنهم يضطرون لقضاء أوقات فراغهم في المقاهي، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، الأمر الذي يتطلب الوقت والمال، أما الأطفال فيلجأون للعب في الأرصفة والطرقات معرضين حياتهم للخطر في ظل غياب مساحات خضراء لذلك.

وأمام هذا الوضع المتسم بالتهميش والإقصاء، رفع سكان القرية نداءهم إلى الجهات الوصية من أجل الالتفات إلى وضعيتهم المزرية قصد التخفيف من معاناتهم اليومية وانتشالهم من دائرة التهميش والمعاناة في أقرب الآجال.