العيد في زمن كورونا

العيد في زمن كورونا

كيف نصلي العيد في زمن كورونا؟.. أيام وينتهي شهر رمضان المبارك والذي يمر بظروف استثنائية في تاريخ البشرية بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، ومع نهاية الشهر الكريم يستقبل المسلمين في كافة بقاع الأرض عيد الفطر المبارك، وهو مناسبة دينية هامة، فالمسلم له عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، وكما هو معروف فإن صلاة العيد تكون في المساجد والساحات حيث يجتمع في الساحة الواحدة الآلاف وهو ما يهدد حياة المواطنين في تلك الظروف .فكيف نصلى العيد في زمن الكورونا؟.. وهل يجوز صلاتها في البيت؟.

إن استمرار الوباء يجعل جهات الدولة المختصة وفي مقدمتها وزارة الصحة التي تبني قرارها على معلومات علمية موثقة تحفظ صحة الإنسان في هذه الجائحة، وهو مطلب شرعي داخل في حفظ النفس الذي هو أحد المقاصد الكلية الكبرى للشريعة الإسلامية والشرائع السماوية جميعها. فإذا وجهت الجهات المختصة بمنع التجمعات في العيد فيجب عندئذٍ على الجميع الالتزام بذلك، ولا يجوز تجمع الناس لسبب من الأسباب بما فيه صلاة العيد التي كنا نتجمع لأدائها في الساحات أو المساجد في الظروف العادية؛ فحفظ صحة الإنسان مطلب شرعي والوقاية من المخاطر واجب، وكما تقرر في القاعدة: الساجد قبل المساجد والإنسان قبل البنيان؛ لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية عبادة شرعية يثاب فاعلها، ومن اعتاد صلاة العيد في جماعة فتركها لهذا الأمر فهو معذور والمعذور له أجر صلاة الجماعة في المصلى تمامًا.

فإذا لم تحصل الاستجابة كان من إلقاء النفس في التهلكة وإيقاع الضرر الخاص والعام، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في قوله: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين” البقرة: 195، وقال المولى عز وجل: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، ويكون التجمع عندئذٍ حرامًا شرعًا يأثم من يفعله لتسببه في الضرر لنفسه ولغيره، ولا يستقيم  في عقل مسلم ولا في ميزان عاقل أن يقع الإنسان في الحرام من أجل أداء سنة من السنن؛ فصلاة العيد سنة وحفظ النفس واجب.