سلوكيات جديدة تعزز مكانتها..

العيد زمن الكورونا.. عادات تغيرت وتقاليد لم تتزحزح

العيد زمن الكورونا.. عادات تغيرت وتقاليد لم تتزحزح

احتفل الجزائريون، نهاية الأسبوع الماضي، بأول أيام عيد الفطر للعام الثاني على التوالي في ظروف صنعها تواصل انتشار وباء كورونا الذي ما يزال يحصد ضحاياه، إضافة لتفشي أنواع أخرى من السلالة المتحورة، ما جعل الحكومة الجزائرية تواصل فرض التدابير الاحترازية حفاظا على سلامة وصحة المواطن.

تسبب تواصل انتشار الوباء في تغيير عدة عادات كانت حاضرة في عيد الفطر، رغم أن بعضها كان في تناقص قبل الوباء، لكن هذا الأخير قضى عليها خاصة زيارة الأحباب من جيران وأقارب، وهي العادة التي تراجعت منذ سنوات.

عادات دخيلة عززت مكانتها

يعرف عيد الفطر المبارك أجواء مختلفة كل عام، حيث بات يتميز بمظاهر جديدة دخيلة على تقاليد المجتمع الجزائري خاصة فيما يتعلق بتقديم تهاني العيد التي أصبحت تتماشى حسب التكنولوجيا الجديدة، فيما حافظ الأطفال على تقاليد الأجداد على غرار وضع الحناء وطلب العيدية وهي النقود التي يقدمها الآباء لأبنائهم الصغار بمناسبة عيد الفطر.

نكهة العيد يصنعها الأطفال

يمر عيد الفطر المبارك ولا يتبقى من نكهته سوى التقاليد التي صنعها الأطفال خلال أيامه، حيث قاموا بوضع الحناء يوما قبل حلول العيد، وهو التقليد المتوارث منذ أجيال

وتعتبر الحناء أكثر ما يسعد الأطفال خلال العيد خاصة الفتيات الصغيرات، أما الأولاد فقاموا بعد صلاة العيد بارتداء ملابسهم واللعب بألعابهم التي اشتروها خصيصا للعيد،

وهو ما جعل هذه الأجواء تعطي ولو طابعا بسيطا من نكهة العيد التي صارت تزول بمرور السنوات، خاصة وأن العائلات الجزائرية لم تعد تحافظ على هذه التقاليد ولم تعد تعلمها لأبنائها بسبب انتشار العقليات الجديدة والتفكير حسب التكنولوجيا الحديثة، الأمر الذي لم يعد يميز عيد الفطر المبارك عن غيره من الأعياد الدينية.

تهاني عبر الأنترنت وشبكات الهاتف المحمول

الكبار هم الآخرون باتوا يقومون بتقاليد جديدة دخيلة عما ورثه المجتمع الجزائري، حيث صارت تهاني العيد تقدم عن طريق شبكات الهاتف المحمول، وهو ما كانوا يقومون به حتى قبل انتشار الوباء إلا أن حدته زادت بعد ذلك، حيث يقوم أغلب الجزائريين بالاتصال بأقاربهم وأصدقائهم وأحبائهم عن طريق الهاتف أو عن طريق إرسال رسالة أو ما يعرف بالأس أم أس دون زيارتهم في منازلهم كما جرت العادة، حيث كان عيد الفطر مناسبة لكي يلتقي الأقارب والأهل والأصدقاء من خلال الزيارات التي يقومون بها، إلى جانب تبادل حلوى العيد وفي نفس السياق يقوم مواطنون آخرون بإرسال رسالة إلى أقاربهم وأصدقائهم عن طريق البريد الالكتروني الخاص بهم أو عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الذي صار أسهل وأسرع وسيلة لإرسال تهاني العيد، الأمر الذي جعل الهوة تتسع بين الأقارب والأهالي لتضييعهم فرصة اللقاء خلال أيام العيد وكذا تغير نكهة عيد الفطر المعروف بأنه موعد للتسامح والإخاء بين المواطنين ليتحول إلى محطة عابرة وسريعة في حياة أغلب الجزائريين الذين سيطرت عليهم التكنولوجيا وجعلتهم يعيشون في عالم افتراضي مبتعدين عن كل التقاليد الدينية التي تحث على صلة الرحم خاصة خلال أيام الأعياد، حيث باتت التهاني أشبه بمهمة صعبة حوّلها أغلب المواطنين إلى رسالة إلكترونية بسيطة تحمل بعض الكلمات أو مكالمة هاتفية جافة.

الحدائق والشواطئ بدل بيوت الأهل والأصدقاء

في وقت فضّل عدد من المواطنين تقديم تهاني العيد عبر الهاتف والأنترنت، قام آخرون بتمضية أيام العيد في التنزه عبر الحدائق والشواطئ عوض الذهاب إلى بيوت الأهل و الأقارب من أجل إلقاء التهاني، حيث امتلأت مختلف مناطق التنزه والشواطئ بالمواطنين الذين اصطحبوا عائلاتهم من أجل التنزه في الحدائق العامة وشواطئ البحر، حيث فضّل أغلب المواطنين تمضية أوقاتهم في الترفيه بعد شهر كامل من الصيام ولم يقوموا بزيارة أهلهم وأقربائهم كما هو متعارف عليه، الأمر الذي جعل نكهة العيد مختلفة وغابت صور التآخي والمودة من بيوت وشوارع الجزائر.

لمياء. ب