العودة للعرس الكروي العالمي الهدف المقبل… جمال بلماضي: هذه أسباب التطور الكبير لـ “الخضر”

العودة للعرس الكروي العالمي الهدف المقبل… جمال بلماضي: هذه أسباب التطور الكبير لـ “الخضر”

 

“منذ أول أيامي مع المنتخب الجزائري، صرحت أنني سأبلّغ اللاعبين برغبتي في التتويج بكأس إفريقيا 2019 بمصر، وفي ذلك الوقت لم يؤمن الكل بقدرتنا على تحقيق ذلك، لكن ورغم صعوبة مشوار البطولة، تمكنا من تحقيق اللقب الغالي”.

بهذه الكلمات علق مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي بعد التتويج بكأس الأمم الإفريقية مصر 2019، والتي سمحت لمحاربي الصحراء بتحقيق قفزة نوعية في تصنيف الفيفا العالمي لشهر جويلية من المرتبة الـ68 عالمياً إلى المرتبة 40، فضلاً عن القفز من المرتبة 13 إفريقياً إلى المرتبة الرابعة.

بلوغ القمة بعد ملامسة القاع

عاش المنتخب الوطني في الخمس سنوات الأخيرة هزات ارتدادية كبيرة، فمنذ مشاركته في كأس العالم بالبرازيل 2014 وبلوغه الدور الثاني من النهائيات لأول مرة في تاريخه بقيادة المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، ورغم محافظته على مستواه مع كريستيان غوركوف في السنة التالية، إلا أن مستواه تراجع تدريجياً بعد رحيل المدرب الفرنسي ليتكبد الخسائر ويعيش الخيبات الواحدة تلوى الأخرى، ما تسبب في خروجه من الدور الأول في كأس إفريقيا 2017، وغيابه عن مونديال روسيا 2018.

ومنذ قدوم المدرب جمال بلماضي الذي تم اختياره ضمن قائمة المرشحين لجوائز The Best لأفضل مدرب، عرف هذا الرجل كيف يستعمل نفس التشكيلة التي لامست القاع، ليعيدها إلى القمة الإفريقية، كيف لا وهو الذي حقق انتصارات على منتخبات كبيرة، أبرزها الفوز مرتين على السنغال أفضل منتخب إفريقي، فضلاً عن الفوز على غينيا، كوت ديفوار ونيجيريا.

“تتويجنا بكأس إفريقيا جاء بعد الفوز على منتخب السنغال الذي يحتل المرتبة الأولى على المستوى القاري في تصنيف FIFA/Coca-Cola  العالمي، وشارك في كأس العالم روسيا 2018 FIFA، خصمنا في النهائي كان قوياً جداً وتتويجنا كان مستحقاً”.

لغة الأرقام في صالح الخضر

وفضلاً عن الأداء الراقي الذي أضحى يقدمه أشبال جمال بلماضي منذ تولي الأخير تدريب المنتخب الجزائري، فإن لغة الأرقام تصب في صالحهم في الأشهر القليلة الماضية، فمن بين الأسباب التي ساهمت في القفز بـ28 مرتبة في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي، هي النتائج الرائعة التي حققوها، فمع بلماضي لعبت الجزائر 15 مباراة، حققت فيها 11 فوزاً و3 تعادلات مقابل هزيمة واحدة كانت أمام بنين في تصفيات كأس الأمم الإفريقية بكوتونو.

أما كأس إفريقيا، فحقق زملاء القائد رياض محرز أرقاماً رائعة، أولها إنهاء البطولة كأفضل هجوم بـ13 هدفاً، سجلوا ستة منها في الدور الأول، وسبعة في الأدوار الإقصائية، وأثقل نتيجة كانت أمام تنزانيا في الدور الأول، وأمام غينيا في الدور ثمن النهائي بثلاثية نظيفة. أما من الناحية الدفاعية، فتلقى المنتخب الجزائري رفقة السنغال هدفين في سبع مباريات (أفضل منهما المغرب ومصر بعد تلقيهما هدفا واحداً فقط لكن من أربع مباريات بعد خروجهما من الدور الثاني).

ويقول بلماضي في تصريحات نقلها موقع “الخضرة” “قبل عشرة أشهر حين وصلت لتدريب المنتخب الجزائري وجدته في وضعية صعبة جداً، والآن تمكنا من تحقيق أول لقب للبلد خارج الديار والذي انتظره الشعب الجزائري لسنوات عديدة، فالوصول لأعلى الهرم في القارة بعد هذا الوقت القصير من العمل يعتبر أمراً رائعاً، خاصة أننا حققناه بأفضل هجوم وأفضل دفاع وهذا لم يكن سهلا”.

ومما لا شك فيه أن المدرب جمال بلماضي ولاعبيه لن يتوقفوا عند هذا الحد، فبعد التتويج القاري يطمحون الآن للعودة إلى كأس العالم من بوابة قطر 2022 بعد الغياب المُر عن النسخة الأخيرة روسيا 2018.

وبما أن تشكيلة الجزائر تمتلك لاعبين شبان تألقوا في مصر 2019 على غرار أفضل لاعب في البطولة إسماعيل بن ناصر، ويوسف عطال وآدم وناس، فضلاً عن لاعبي الخبرة كرياض محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي، فكل هؤلاء سيعطون نفساً آخراً للجزائر في تصفيات قطر 2022، حيث سيكون الهدف الأول والأخير هو العودة للعرس العالمي بعد غياب 8 سنوات.

ق/ر