الماء بركة السماء، ينزل بقدر من السماء ويخرج من الأرض، ينزل بعد تلقيح السحب، قد يكون مدرارًا، ثجاج من المعصرات، يخرج من خلال السحب بعد تآلفها وتراكمها، يسكن الأرض، يسلك ينابيع في الأرض، خلق الله الإنسان والدواب وجميع الكائنات الحية من الماء، وأخرجه من الأرض وجعله عذبًا فراتًا وملحًا أجاجًا، وسيره على حالات ثلاث في ظروف الأرض الطبيعية، وأنزله من السماء بقدر في دورة طبيعية تحفظ كميته ثابتة كل عام مع اختلاف تصريفه من بلد إلى بلد. أنزله الله من السماء وأسكنه في الأرض وفق سنن مقدرة. والقرآن الكريم يزخر بالإشارات العلمية حول خصائص ووظائف وطرق إنزال الماء وحفظه وتأثيره في كافة مخلوقات الله الحية وغير الحية. يقول تعالى ” لَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ” الأنعام: 6. ” وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ” الأنعام: 99. ” إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” يونس: 24. وأدق تعريف للماء أنه سائل الحياة. وخلق الماء ليؤدي دوره في الحياة وفق سنن تسيره فيما قدر له، سننا تجعله سحبا طائرة، وسننا تجعله قطرات متساقطة، وسننا تحوله أنهارًا جارية وعيونا متفجرة، وسننا تدفعه في أغصان الشجر وأوراقه، وسننا تجعل الماء وسطا كيماويا صالح لأداء وظائف حيوية هامة.
من موقع رابطة العالم الإسلامي