العلم والإيمان.. نعمة المطر

العلم والإيمان.. نعمة المطر

تأمل يا رعاك الله في أرجاء الأرض وهي قاحلةٌ ماحلة، والسماء صحوٌ صافية، قد تربعت في كبدها شمس الهاجرة، ثم إذا بالغيم يتسابقُ من كل مكان، تبرقُ السماءُ وترعُد، ثم ينزل منها كأفواه القرب، يجري على وجه الأرض كالأنهار، يغمر كل فجاها، ويسقي كل ربوعها، فترتوي الأرض وتمتلئ الغدران، ثم تلبس الأرض من ثيابها الخضر الحسان، ما يُحِيلُها إلى منظرٍ آسرٍ فتان.. يقول الله جل في علاه ” ٱللَّهُ ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرّيَـٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِى ٱلسَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ” الروم:48، فما أعظم قدرتك يا رب، وما أجل نعمتك، يرسل الرياح فتسوق السحاب وتجمعه قطعة قطعة، ثم يثخن ويتكثف شيئًا فشيئًا، ويتراكم بعضه فوق بعض، فترى الودق وهي النقط الصغيرة المتفرقة تنزل من خلال السحاب، إذ لو نزل دفعةً واحدةً لأفسد ما يقعُ عليه، فإذا نزل الغيث بفضل الله، استبشر العباد وفرحوا.. فهو وحده سبحانه الذي يرسل الرياح مبشراتٍ بين يدي رحمته، تبشر بالمطر، فتستبشر به الأرض والبهائم والناس، ثم إذا نزل بإذن الله تعالى كان طهورًا مباركًا، فتحيا به الأرض الميتة، وتُخرج نباتاتها وزرعها بإذن ربها، ليأكل الناس والأنعام، فكم في تكوين المطر وإنزاله من أدلة ساطعة على عظيم قدرة الله وبديع صنعه جل وعلا.. تأملْ في تلك القطرات المتتابعة، وتمعَّن فيها حين اشتداد صبِّها وهطولها، ثم استشعرْ أنَّ كلَّ قطرةٍ منها وإن صغرتْ، فقد عَلِمَ ربُّنا سبحانه مبدأها ونشأتها، ومسارها وحركتَها، ونزولَها ومستقرَها ومستودعها ونهايتها، سبحانه ” يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ” سبأ:2.. ثم تأمل في قوله تعالى: ﴿ “هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ” الرعد:12-13.

من موقع رابطة العالم الإسلامي