قال تعالى “وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ” الآية 10 سورة ق. أشارت هذه الآية الكريمة إلي النخل الباسقات, وهو نوع خاص من النخل يتميز بطول ساقه “جذعه” حتى يتجاوز الثلاثين مترا في الارتفاع, علما بأن هناك من أنواع النخل القصير ما لا يتجاوز ارتفاع جذعه المترين, وبذلك تتضح الحكمة من الإشارة إلي النخل الطوال في هذه الآية الكريمة, ومن إتباع الوصف باسقات بقول الحق : لها طلع نضيد. وفي ذلك إشارة إلي القدرة الإلهية المبدعة التي تتجلي في خلق النخلة الباسقة, بهذا الطول الفاره, وإعطائها من القدرات البينة الظاهرة, والخفية المستترة, ما جعل من النخل مضرب المثل في القرآن الكريم الذي ذكره في عشرين موضعا, وفضله دوما علي غيره من أنواع الزروع, والفاكهة, وجعله في مقابلة غيره من أنواع النباتات. فمن القدرات الظاهرة للنخل ثباته في الأرض, وارتفاعه فوق سطحها ومقاومته للرياح, وتحمله للحرارة الشديدة والجفاف وقوته وتعميره, ووفرة إنتاجيته تحت أقسي الظروف, وتعدد أشجاره وثماره شكلا ولونا وطعما وحجما وفائدة, وتعدد الفوائد المرجوة من كل جزء من أجزاء شجرته المباركة. ومن القدرات المستترة للنخلة تلك القدرات الفائقة التي وهبها الله إياها, لتعينها علي القيام بكافة وظائفها الحياتية, وفي مقدمتها القدرة علي الاستفادة بماء الأرض وعناصرها ومركباتها المختلفة, والاختيار منها حسب حاجاتها, ورفع العصارة الغذائية إلي قمتها, وأوراقها وأزهارها وثمارها, وإلي مختلف أجزائها, وتباعدت تلك الأوراق والأزهار والثمار. والعائلة النخيلية تضم حوالي المائتي جنس وأكثر من أربعة آلاف نوع من الأشجار, والشجيرات, والمتسلقات التي تنتشر أساسا في كل من المناطق الاستوائية والمعتدلة, كما يكثر بعض أنواعها كنخيل البلح في البيئات الصحراوية القاحلة, حيث تصل درجة حرارة الجو إلي ما فوق الخمسين درجة مئوية, ودرجة حرارة سطح الأرض إلي تسعين درجة مئوية, وتندر الأمطار, ومن هنا كانت أهمية التهيئة الربانية للنخيل.
من موقع رابطة العالم الإسلامي