يَسبِقُ فرشَ الأرضِ تكوُّنُ كلٍّ مِن غلافها الصخري أولًا، ثم غلافها الجوي والمائي، والغلافُ الأول هو الأقدم في التكوين؛ فقد نشأ منذ قرابة 4000 مليون سنة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، أخذ الغلافان الأخيران يمارسان نشاطيهما في تفتيت سطح قشرة الأرض الصُّلبة؛ عن طريق وسائل التجوية الكيميائية والميكانيكية، وتكوَّن من جراء تلك العمليات الخارجية رواسبُ وصخور فتاتية من مثل الرمال والحصى والطين وصخورها من الأحجار الرملية والرواهض والمدملكات والطفلة، هذا بالإضافة إلى نشاط العمليات الداخلية من براكين وزلازل وخلافه. فإن فرش الأرض يتمثَّل في تكوين غلافها الصخري أولًا، ثم تشكيل سطح الأرض وتضاريسها بفعل العمليات الخارجية من دورات تحات وتجوية، وبتأثير عملياتها الداخلية من البراكين وقوى الرفع. ومع استمرار نمو الأرض، عبر فترة زمنية طويلة؛ تقدَّر بحوالي 4600 مليون سنة؛ أي: عبر عمر الأرض؛ حيث أخَذَتِ الأرضُ زُخرُفَها الذي نعهده اليوم، بجبالها العالية، وأخاديدها العميقة، وأنهارها السارحة، وسبلها المذلَّلة، وبحارها الواسعة، ودوابها المبثوثة، وغلافها الجوي المتزن في مكوناته ونِسَبِه، وأصبحَتِ الأرضُ فِراشًا ومهادًا، نعمة من الخالق الذي خلَقَ كلَّ شيء بقدر. ويرى الدكتور زغلول النجار أن تعبير “فِراشًا” تعبير حقيقي.. فإذا علمنا أن أعلى نقطةٍ على اليابسة اليوم هي قمة إفرست، والبالغ ارتفاعها أقلَّ قليلًا من تسعة كيلومترات 884.8م، وأن منسوب أعمق أغوار المحيطات هو 11 ألف كيلومتر، يكون الفرق بينهما – وهو عشرون كيلومترًا تقريبًا – سمكًا قليلًا لو قُورِنَ بنصف قطر الأرض المقدَّر بحوالي 6371 كيلومتر؛ أي لا يتعدي 3.0 في المائة من طول نصف قطر الأرض، وهذا يظهر أن سطح الأرض بتضاريسه بين أقصى علوٍّ وأدنى انخفاض في المتوسط العام يشكِّل نسبة مقدارها 007.%؛ أي: يمثِّل فِراشًا.
من موقع رابطة العالم الإسلامي