– الميسر يساهم في تفشي الجريمة: إن صالات القمار، أو قل إن مجتمعات القمار لا تخلوا في أغلب الأحيان من جرائم السرقة والقتل ومن الشرب والخلاعة والميوعة، قال بن سيرين في تعريف الميسر ” كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو قيام فهو من الميسر “. أما السرقة فلأن المشاهد للعبة الخمار وكيف يخسر هذا بسرعة وكيف يربح ذلك في طرفة عين تستهويه العملية فيود المشاركة فيها بأي طريق ممكن، وغالبا ما يلجأ إلى السرقة لإشباع تلك الرغبة العارمة، وأما القتل فلما يسوء بعضهم أن يذهب ماله هباء في دقيقة واحدة وربما تعب وكد في تحصيله، فيشتاط غضبا، فينتحر هو، أو يقتل أصحابه ليسترد ما ذهب من ماله. أما الشرب والخلاعة والميوعة فهو نصيب الفائز الخاسر من المقامرين، لأن الله تعالى يمحق الربا ويربي الصدقات، فالمال الحلال يسهل إنفاقه في الوجه الحلال بل الواجب والمندوب، وأما المال الحرام فيستهلكه صاحبه فيما يضره من شهوتي الفرج والبطن، ولهذا فإن صالات القمار في أغلب الأحيان أوكار للرذيلة والمخدرات.
– الميسر أكل لأموال الناس بالباطل: ومن مقصود الشارع في الأموال أيضا كما يقول بن عاشور رحمه الله ” الوضوح، والحفظ، والعدل، والإثبات ” ويستمر رحمه الله في شرح تلك المقاصد قائلا: “وأما وضوح الأموال فذلك إبعادها عن الضرر والتعرض للخصومات بقدر الإمكان، ولذلك شرع الإشهاد والرهن في التداين، وأما حفظ المال فأصله قول الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل…”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس “، أما إثباتها فهو تقريرها لأصحابها بوجه لا خطر فيها ولا منازعة، أما العدل فيها فذلك بأن يكون حصولها بوجه غير ظالم وذلك إما أن تحصل بعمل مكتسبها، وإما بعوض من مالكها أو بتبرع وإما بإرث ومن مراعاة العدل حفظ المصالح العامة ودفع الأضرار. ومال الميسر كسب رخيص يكتنفه الغموض من كل جانب، ولا يعرف الرابح من أين جاءه الربح ولا يدري الخاسر من أين أتاه الخسران.
من موقع رابطة العالم الإسلامي