من الشعائر الإسلامية التي سنَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم والمتعلقة بالمولود: حلق رأسه يوم سابعه، والتصدُّق بوزن شعره فضة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “الغلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه” الترمذي. كما يقول الأطباء: ينبُت شعر الجنين خلال الشهر الثالث أو الرابع من الحمل، وتطفو على بشرة جسمه مادة شمعية رطبة عازلة شبيهة بطلاء دهني يكسو الجلد، وتقي هذه المادة بشرة الجنين من الجفاف الذي قد تُسببه مكونات السائل السلوي داخل الرحم، وعند الولادة تظل هذه المادة العازلة على جسم الجنين لحمايته خلال اللحظات التي تلي ولادته من الصدمات المحتملة للجو الجديد الذي يجده خارج رحم أمِّه الدافئ، وتُنبت البصيلات شعيرات رفيعة وناعمة عديمة اللون على جسم الجنين بكامله، ويُطلَق على هذا الشعر الذي يكسو جسم الجنين: “زغب الجنين” أو “الشعر الجنيني”.
ومن الناحية العلمية: إن شعر الطفل يكون حاملاً لبعض الميكروبات بسبب الولادة، وحلاقة الشعر تحمي البصيلات من هذه الميكروبات، وتظل سليمة، ويخرج الشعر من جديد نظيفًا معافًى. ويُؤكِّد الأطباء أن حلاقة شعر الطفل بعد فترة طويلة من الولادة لا فائدة منها؛ لأن البُصَيلات يكون قد وصل لها ما وصل وضعفت. وكان حلق رأسه لإماطة الأذى عنه، وإزالة الشعر الضعيف؛ ليخلفه شعر أقوى وأمكن منه، وأنفع للرأس، مع ما فيه من التخفيف عن الصبي، وفتح مسام الرأس؛ ليخرج البخار منها بيسر وسهولة، وفي ذلك تقوية بصره وشمِّه وسمعه، وحلاقة شعر المولود نهائيًّا تساعد على نمو أفضل من السابق وأنعم بكثير، ولكن بشرط أن يتم هذا في خلال الأسبوع الأول من عمر الطفل. بل إن الشعر الجديد يكون في الغالب مختلفًا عن شعر الرَّحِم الجنينِيّ، سواء من حيث اللون أو الكثافة أو النوع؛ ولذلك فإن على الوالدين أن يَعِيَا أن شعر الرأس الجنيني الذي يولد به الرضيع ليس هو الشعر نفسه الذي سيلازمه بقية حياته، وهو ما يحدث فعلاً بعد بضعة أشهر.
من موقع رابطة العالم الإسلامي