شدّ الرِّحال الشيخ محمد العربي التباني المولود بقرية رأس الواد بمدينة سطيف سنة 1315هـ، إلى المدينة المنورة، فلازم بها كبار العلماء، لاسيما المالكية منهم، كالشيخ أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي التندغي ت:1336هـ، والشيخ العلامة حمدان الوُنَيسي ت:1337هـ، والعلامة الشيخ محمد العزيز الوزير التونسي ت:1337هـ، والعلامة محمد محمود التركزي. وبعدها، قصد مكة المكرّمة للإقامة وطلب العلم على يد الشيخ مشتاق أحمد الكانفوري ت:1359هـ، والشيخ عبد الرحمن دهان ت:1337هـ… وغيرهم.
وبعد أن استقرّ في البلد الحرام، عقب عودته من أرض الشام التي قصدها أثناء أحداث الثورة العربية الكبرى، عُيِّن مدرّسا في مدارس الفلاح سنة 1338هـ، كما درّس في المسجد الحرام مختلف العلوم الشرعية المتنوعة، كالحديث والتفسير والأصول والبلاغة. وتتلمذ عليه طلبة كثيرون من أهل مكة والواردين عليها، حتى قال أحدهم في حقه إنه أصبح ركنًا “من أركان بيت العلم بمكة المكرّمة”. وتوفي في صفر من عام 1390هـ.