يرى المختصون في التربية أنه يجب على الأم أن تحرص على بناء علاقة صحية بين الأب وأبنائه، لأنه من المتوقع أن يقوم الأب ببعض التصرفات سواء بقصد أو من دون قصد تؤدي إلى خسارته لعلاقته مع أطفاله.
يُشير المختصون في التربية إلى وجود عدد من الأسباب التي تُؤدي إلى خسارة الأب لعلاقته مع أطفاله، وهو ما سنذكره فيما يلي:
– التحكم المفرط بالأبناء
نبهي زوجك إلى أن اعتقاده بأن التحكم المفرط بالأبناء هو أحد أساليب التربية الناجحة والسليمة هو اعتقاد خاطئ تماماً، بل إن التحكم المفرط بهم هو الطريق الأول لخسارة الطفل بوصفه صديقاً مقرباً، وانهيار العلاقة بين الأب والطفل؛ لأن الطفل في سن طفولته المبكرة والمتأخرة، وقبل أن يصل إلى سن السابعة تحديداً؛ يكون بحاجة إلى الحب والحنان والملاطفة من الوالدين، ولا يكون بحاجة إلى أن يُوضع تحت المجهر بحيث يديره الأب بصفته رب الأسرة بجهاز التحكم عن بعد.
– القسوة والإهانة
اعلمي أن قسوة الأب على أطفاله وإهانته لهم سوف يكون من أسباب خسارة الأب لعلاقته الطيبة والناجحة مع أطفاله، ولا يمكن أن تكون القسوة أسلوباً ناجحاً في التربية الإيجابية الحديثة التي يجب أن تقوم على أسس مهمة، من أهمها احترام الطفل، لذا توقعي أن ينشأ طفلك بنفسية غير سوية في حال تعرض للقسوة والإهانة سواء اللفظية أو الجسدية من الأم أو الأب، ويجب عدم استخدام التربية المزدوجة بمعنى أن تقوم الأم بتدليل الطفل ويقوم الأب بضربه وإهانته وتوبيخه؛ فهذا أسلوب فاشل بامتياز.
– غياب الأب الدائم عن أجواء الأسرة
توقعي أن يكون غياب الأب وأثره في سلوك الأبناء الاجتماعي كبيراً وقاسياً، ولأن الأب هو الشخص الثاني بعد الأم قرباً من الأطفال، بل إنه يجب أن يتساوى مع الأم في الاهتمام بالطفل وتقوية علاقته به، علما أن التعويضات المادية لا تعوض الطفل عن غياب الأب عن دوره في مناسبات تخص الطفل مثل غياب الأب عن حفل نجاحه في المدرسة، ولذلك فانسحاب الأب من حياة طفله واكتفاؤه بالإنفاق يجعلانه يخسر كثيراً في علاقته مع أبنائه.
– إهانة الأم أمام الأطفال
احرصي على أن تكون علاقتك بالأب علاقة طيبة أمام الأطفال تحديداً؛ حيث إن أثر الخلافات الزوجية في الأطفال يبقى من ضمن الرواسب النفسية لديهم على مدار حياتهم، فيجب أن تكون تلك الخلافات إن وُجدت بعيداً عن مرأى ومسمع الأطفال، وفي حال كان يتعمد الأب إهانة الأم أمام الطفل والتقليل من دورها ومن قيمتها؛ فمن الطبيعي أن يخسر الأب علاقته بأطفاله.
– إهمال الطفل
اعلمي أن إهمال الطفل والتعامل معه على أنه ما زال صغيراً ولا يحتاج إلا ليأكل ويشرب ويلعب ثم ينام؛ هو أحد أسباب انهيار وفشل العلاقة الإيجابية مع الطفل وتعرضه للمشكلات النفسية والسلوكية مع تقدمه في العمر، لأن الطفل في سن مبكرة يبدأ في افتقاد اهتمام والده به، لذا احرصي على أن يخصص الأب وقتاً كل يوم لكي يكون بين أطفاله، وذلك ضمن نصائح مهمة للأب لكي يكون ناجحاً ومحبوباً من أطفاله، لأن قضاء الوقت مع الطفل وتعرّف الأب إلى هوايات طفله وتشجيعه على ممارستها وتقديم الدعم له بكل الطرق يُعَدُّ من أهم النصائح التي تعمل على تقوية العلاقة بين الأبناء والآباء.