من الطبيعي أن يشعر بعض الأشخاص بالخوف والقلق عند ممارسة العلاقة الزوجية لأول مرة، ولكن الاستسلام لهذه الأحاسيس وعدم المحاولة للتغلب عليها، قد يقلل من فرص حدوث الحمل، وقد يتطور الأمر إلى حد الإصابة بما يسمى العقم النفسي.
ما هو العقم النفسي؟
مشكلة نفسية، يفقد فيها الشخص القدرة على الإنجاب، على الرغم من عدم اصابته بمشكلة عضوية، تقلل من خصوبته.
أسباب العقم النفسي
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن العقم النفسي من الأمراض الشائعة بين الرجال حديثي الزواج، مشيرًا إلى أنه ينتج عن قلة الثقة بالنفس والشعور بالقلق والتوتر والخوف الشديد من عدم النجاح في العلاقة الحميمة، مما يؤدي إلى الإصابة بضعف الانتصاب أو سرعة القذف.
ويضيف فرويز أن النساء ليس بمنأى عن الإصابة بالعقم النفسي، بل من الوارد أن تتعرض له الزوجة أيضًا، خاصةً إذا كانت تشعر بالخوف من الجماع والحمل والولادة.
ويشير الخبير النفسي إلى أن العقم النفسي ترتفع فرص الإصابة به لدى النساء اللاتي يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بالحوادث الجنسية، مثل التحرش، أو التعرض للإجهاض أو موت الجنين أثناء الولادة.
الأثر النفسي للعقم
أكدت الأبحاث والدراسات المنشورة بموقع المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية “NCBI”، أن مرضى العقم يبلّغون باستمرار عن أعراض القلق والاكتئاب أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بالخصوبة، كما هو موضح فيما يلي:
-عندما أجرى باحثون في دراسة عام 2004 مقابلة نفسية منظمة لـ122 سيدة قبل زيارتهن الأولى لعيادة علاج العقم، وجدوا أن 40% منهن كن يعانين من القلق أو الاكتئاب أو كليهما.
– دعمت أبحاث لاحقة هذه النتائج، حيث أظهرت أن 31% من النساء المصابات بالعقم يعانين من أعراض نفسية، أكثر شيوعًا هو الاكتئاب الشديد.
– بعد تقييم الحالة النفسية لـ352 امرأة و274 رجلا في عيادات العقم بشمال كاليفورنيا في واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن، تم تشخيص 56% من النساء و32% من الرجال بالاكتئاب، و76% من النساء و61% من الرجال بالقلق.
– 9.4 % من النساء المصابات بالعقم يحاولن الانتحار أو يفكرن فيه، بحسب إحدى الدراسات.
متى يلجأ الأزواج لاستشارة الطبيب؟
يوضح فرويز أن العقم النفسي قد يستدعي زيارة الطبيب المختص في الحالات التالية:
– عدم القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة.
– ضعف الانتصاب.
– سرعة القذف.
– التعرض السابق للإجهاض.
– عدم انتظام الدورة الشهرية مع وجود ألم شديد.
– وجود تاريخ عائلي مع العقم.
علاج العقم النفسي
يؤكد خبير الصحة النفسية أن الطبيب لا يستطيع وصف العلاج المناسب للعقم النفسي، إلا بعد تشخيص سبب الإصابة به، عن طريق مراجعة الأعراض التي يعاني منها المريض وإخضاعه لمجموعة من الفحوصات والتحاليل.
ويرى فرويز أن علاج العقم النفسي غالبًا ما يتمثل في تناول الأدوية المهدئة للأعصاب، مثل مضادات الاكتئاب، أو تشارك الزوجين في ممارسة تمارين التأمل، كاليوغا، أو احتساء المشروبات العشبية قبل الشروع في ممارسة العلاقة الحميمة.
ق.م