وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل، وميّزه به عن سائر المخلوقات، حيث إنّ الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك العقل والقدرة على التفكير والتحليل، والعقل نعمةٌ كبيرةٌ، تُحمّل الإنسان مسؤوليّة التفكّر في خلق الله تعالى وفي الكون، وتميّز الحق من الباطل، ومعرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله، وقد ورد لفظ العقل على صيغة الفعل في القرآن الكريم تسعةً وأربعين مرّةً، ومنها قوله تعالى : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” يوسف: 2، كما وردت الإشارة إلى العقل بلفظ “الألباب”، وبعدة ألفاظٍ مختلفة، وكلها يدعو الله تعالى فيها الإنسان إلى التفكّر، أي أنّ وظيفة العقل الأساسيّة هي التفكّر والتدبّر. كما أن الحفاظ على نعمة العقل ، مقصدٌ من مقاصد الشريعة الإسلاميّة، لأنّ العقل هبةٌ من الله تعالى، يجب صونها والحفاظ عليها، وقد أمر الله تعالى بالحفاظ على هذه النعمة، ومن أهم طرق الحفاظ على نعمة العقل ما يأتي:
– الابتعاد عن كل ما يسبب الضرر للعقل، وأهمها تجنّب الشهوات والنزوات التي تجرّ العقل للدمار والتلف، وتسبب له الأمراض النفسيّة والعصبيّة.
– الابتعاد عن شرب الخمر و المخدرات بكافة أشكالها، لأنّها تُفسد العقل وتسبب ضعفه وفتوره وتلفه وموت الخلايا العصبيّة.
– تجنّب جميع الممارسات التي تُلغي وجود العقل، مثل السحر، والبِدَع، والجري وراء الخرافات، والتقليد الأعمى، وتصديق المشعوذين.
– تغذية العقل بالعلم والتفكّر، وطلب المعارف في كافة أشكالها، وتثقيف العقل بالقراءة الدائمة للكتب.
– التغذية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر المهمّة لعمل العقل، خصوصاً المعادن، والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية.
– ممارسة التمارين الرياضيّة لتنشيط الدورة الدمويّة في الدماغ، ممّا يساهم في تنشيط العقل وتغذيته.
– الابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر، ونبذ الغيرة الشديدة والحسد والتشاحن والبغضاء، لأنّ جميعها تسبب انشغال العقل بأشياء لا فائدة فيها.
من موقع وزارة الشؤون الدينية