كثيراً ما كان لأسلوب العفو الذي تحلى واتصف به نبينا صلى الله عليه وسلم من الآثار الإيجابية التي تغير نفس من تعرض له بالإيذاء، فقد كان المشرك يأتي وفي نيته قتله صلى الله عليه وسلم، وليس على وجه الأرض من هو أبغض إليه منه، ويعود وليس على وجه الأرض من هو أحب إليه منه صلوات الله وسلامه عليه؛ وذلك لعفوه عنه وإحسانه إليه.. فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم ، عفوّاً حليماً رحيماً، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:”ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تُنتهك حُرمة الله، فيَنتقِم لله بها ” رواه البخاري. وعندما قيل له: ادعُ على المشركين، فقال صلى الله عليه وسلم: ” إنِّي لم أبعث لعَّاناً، وإنما بُعِثْتُ رحمة ” رواه مسلم. والسيرة النبوية زاخرة بالأمثلة والمواقف الدالة على عفوه صلى الله عليه وسلم عمن آذاه، ورحمته بمن أراد قتله من المشركين.