في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي احتضنت الجزائر دورته التاسعة من 10 إلى 19 جانفي 2017، تم تكريم الأعضاء الذين ما زالوا على قيد الحياة من الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني.
وللحديث عن هذا التكريم وتفاصيل أخرى عن الفرقة التاريخية، اقتربت “الموعد اليومي” من عضوها البارز الملحن مصطفى سحنون واقتطفت منه هذه الاعترافات.
* تم تكريمك وباقي أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الذين ما زالوا على قيد الحياة في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي احتضنته الجزائر هذه السنة، ما وقع هذا التكريم على نفسيتكم؟
** كل أعضاء الفرقة الذين ما زالوا على قيد الحياة وعددهم 15 كرموا خلال مهرجان المسرح العربي الذي احتضنته الجزائر من 10 إلى 19 جانفي، وأكيد هذا الأمر يسعدنا لأنه يعد اعترافا لما قدمناه من أجل الثورة الجزائرية المجيدة والمساهمة بالفن في إخراج الاحتلال الفرنسي.
* ماذا يضيف التكريم لكم، خاصة وأن الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني حظيت بعدة تكريمات من جهات مختلفة وفي مناسبات عديدة؟
** فعلا، الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني حظيت بعدة تكريمات وفي مختلف المناسبات، والتكريم يعتبر عرفانا بعطاءات أعضاء الفرقة وتخليدا للذاكرة باعتبارهم (أعضاء الفرقة) خدموا الثورة المجيدة عن طريق العمل الفني والإبداعي، لإسماع صوت الجزائر إلى كل العالم والتعريف بالقضية الوطنية وقد استخدمت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني المسرح سلاحا لها لنصرة المجاهدين ومدّهم بالعزيمة لمواصلة الكفاح المسلح لطرد العدو الفرنسي من أرض الوطن، وقد قمنا بهذا الواجب على أكمل وجه، والحمد لله، لكن الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني لا تحتاج إلى التكريم فقط.
* وماذا تحتاجون من غير التكريم والاعتراف بدوركم في خدمة الثورة التحريرية؟
** تحتاج إلى الاعتراف بها رسميا كونها ليست مجرد فرقة فنية، وما قدمته هذه الأخيرة في سبيل تحرير الوطن من أعمال فنية لابد أن نتركه للأجيال القادمة، وهذا لا يمكنه أن يحدث ما دمنا لا نملك مقرا للفرقة، وأيضا طلبنا من وزارة الداخلية والجماعات المحلية في العديد من المرات منحنا اعتماد جمعية للفرقة لكنها لم ترد على طلبنا لحد الآن.
* كان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي حاضرا أثناء تكريمكم في الطبعة التاسعة للمهرجان العربي للمسرح، هل طرحتم عليه هذا الإشكال؟
** بصراحة، لم نتحدث معه عن هذا المشكل لأنه كان مشغولا مع الهيئة المنظمة للمهرجان وأيضا أنا كنت منهمكا في مساعدة أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني غير القادرين على المشي ولظروفهم الصحية الصعبة التي لا تسمح لهم بالتنقل بحرية، ولا ننسى أن أصغر عضو في الفرقة الآن يبلغ 70 سنة من عمره، ولكن سأطرح هذا المشكل على وزير الثقافة لاحقا ونطالبه بضرورة منحنا مقرا نجتمع فيه وليكون أيضا متحفا مصدرا لإرث ثقافي ثري تركته الفرقة للأجيال القادمة، كما لابد من أخذ العبرة مما قدمته هذه الفرقة للثورة التحريرية المجيدة.
* وكيف تمكنت الفرقة من توظيف الفن في خدمة الثورة المجيدة؟
** لقد ناضلنا بالفن من أجل تحرير الجزائر من المستعمر الغاشم، وبدوري واصلت نضالي بالكلمة واللحن تحت إشراف الفنان عمراوي ميسوم ومعه فريد علي. هذا الأخير كان مسؤولا عن التلفزة الفرنسية ويخدم جبهة التحرير، وقد قمنا بانتاج أغاني وأناشيد حماسية كثيرة، وأول أغنية أديناها كانت تحمل عنوان “قلبي يا بلادي لا ينساك” و”القصبة عليك انغني” و”دعاء المهاجر” وأغنية بالقبائلية لفريد علي تحمل عنوان “ايما عزيزن” بمعنر “يا أمي العزيزة”، وكل هذه الأغاني التي تركتها الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، لابد أن نجمعها لكي تبقى للأجيال القادمة، ولا يمكن أن يحدث هذا دون وجود مقر يجمعنا، خاصة وأن أعضاء هذه الفرقة لم يبق منهم الكثير، وعلى السلطات الوصية أن تسارع لمنحنا مقرا وتعتمد جمعيتنا.