أبدى الجمهور الباتني، تجاوبا كبيرا مع العرض المسرحي “الخطوة الأخيرة” للمسرح الوطني المحترف للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى عرضها على خشبة دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بمدينة باتنة.
وتابع الحضور على مدار ساعة من الزمن باهتمام أحداث هذا العرض المسرحي الذي تم إنتاجه من طرف المسرح الوطني الجزائري بالتعاون مع المسرح الجهوي لسيدي بلعباس والمسرح الوطني المحترف للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وتحكي أحداث المسرحية مقاومة الشعب الصحراوي ضد المحتل واستماتته في الدفاع عن أرضه ونضاله المرير من أجل تقرير مصيره من خلال الشخصية المحورية (ذهبة) التي تبدي شراسة في مواجهة جنود العدو الغازي رغم السجن والتعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي. وتعد باتنة أول محطة في جولة فنية للعرض المسرحي في ولايات شرق البلاد، حسبما أوضحته مديرة المسرح الوطني الصحراوي منى محمد سالم لوأج مؤكدة بأن “الخطوة الأخيرة” تروي معاناة الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وتعرضه للاضطهاد وأيضا تجسد كفاح وصمود المرأة الصحراوية في وجه محاولات طمس هوية شعبها ومحافظتها على العادات والتقاليد وتماسك المجتمع الصحراوي. ويهدف أيضا هذا العرض الملحمي، الذي يندرج ضمن “المسرح الثوري” أو “مسرح المقاومة”، وهو من أداء 23 ممثلا شابا صحراويا، إلى إسماع صوت الشعب الصحراوي، حيث يسرد مأساته ومعاناته تحت نير الاحتلال المغربي، إضافة إلى المراحل المحورية في كفاحه المسلح من أجل استقلاله واستعادة حريته. وجاءت المسرحية وفق المتحدثة في إطار الاتفاق الموقع بين وزارة الثقافة والفنون الجزائرية ووزارة الثقافة الصحراوية حول تدعيم التعاون الثقافي من ذلك إنشاء مسرح وطني صحراوي محترف مشيرة إلى الجولة التي قادت أبطال الملحمة إلى عدة ولايات بالغرب الجزائري فيما ينتظر أن يحطوا الرحال بعدة مدن شرقية منها أم البواقي وسكيكدة والعلمة وقسنطينة. ويذكر أن هذا العرض الذي يدخل في إطار المسرح الثوري أو مسرح المقاومة من إخراج عيسى جقاطي عن نص إدريس غرغورة وكوريغرافيا لرياض بروال وسينوغرافيا ليوسف عبادي وموسيقى لمحمد زامي وتم إنتاجه في سنة 2023 وقدم عرضه جانفي الماضي. ويعد هذا العمل ثمرة دورات التكوين التي نظمت بالتنسيق أيضا مع المعهد العالي لمهن فنون العرض (إيسماس) لفائدة طلاب صحراويين في التخصصات التي تغطي مختلف ورشات العمل المعنية بإنجاز عرض مسرحي، وهي من تأطير أساتذة جزائريين متخصصين. وتأتي دورات التكوين هذه في أعقاب اتفاق-إطار تم توقيعه في 2023 بمدينة بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة الثقافة الصحراوية حول تعزيز التعاون الثقافي وإنشاء مسرح وطني صحراوي محترف في إطار زيارة وزيرة الثقافة، صورية مولوجي، لمخيمات اللاجئين الصحراويين.
ف.ث