العرض الشرفي لفيلمي “الموسم الخامس” لبن كاملة و”طفل الجزائر” لترايدية

العرض الشرفي لفيلمي “الموسم الخامس” لبن كاملة و”طفل الجزائر” لترايدية

احتضنت قاعة ابن زيدون بالعاصمة بحضور الصحافة، العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل “الموسم الخامس” لأحمد بن كاملة والفيلم الروائي القصير “طفل جزائري” للمخرج حكيم ترايدية.

وتناول الفيلم الروائي الطويل “الموسم الخامس” لأحمد بن كاملة ومدته 84 دقيقة معاناة شاعر يتيه في الصحراء الشاسعة بحثا عن الذاكرة وعن الحقيقة، تقذف به الأقدار إلى أماكن بعيدة في الصحراء.

ويمشي هذا المسار وليس معه من متاع وزاد سوى كتاب قديم بلا عنوان ويصادف أثناء سفره المليء بالأوجاع والشجون فتاة جميلة ترافقه في رحلته عبر أرجاء المدينة.

وتقص “الفتاة الملاك” كما سميت في الأحداث عليه تاريخ وأسرار المدينة وقصورها وسكانها، ويكلمها هو عن مدينته الساحلية الجميلة التي تنام على أمواج المتوسط الهادئة و أنغام الموسيقى العريقة والأصوات العذبة لمطربيها وتدعى هذه المدينة بمدينة الألحان.

لكن الرعب الذي هرب منه الشاعر يلحق به في تلك الصحراء الشاسعة برمالها الذهبية وعمرانها الآخاذ لأن الجنون الذي ركب فجأة البعض، امتد إلى كل مكان برغبة القضاء على كل جميل من إبداعات فنية وطرب وغيره.

وطغت الشاعرية على الفيلم خاصة وأن السيناريو الذي كتبه أيضا المخرج مستلهم من مجموعة أشعاره، وقد ساهم الفنان عبد النور شلوش في ترجمة وكتابة الحوار بالعربية.

بين الحقيقة المرّة للإرهاب الذي تسبب في قتل وهجرة الكثير من الفنانين والنخبة والعوالم الخيالية التي شكلت الديكور الخارجي لمجريات أحداث الفيلم، نجح الممثل الشاب جمال عوان في أداء دور الشاعر الذي يرمز للحب والجمال وأوصل بصدق كل الأحاسيس التي مر بها بطل الفيلم.

وأعطى حضور الممثلة ليليا بويحياوي في دور الفتاة الملاك مسحة رومانسية وخيالية  للفيلم. شارك في هذا العمل أيضا كل من الممثل العيد جلول ومحمد جوهري الذي وافته المنية في نهاية 2020 قبل مشاهدة الفيلم. يذكر أن الفيلم تم تصويره بمدينة القنادسة ببشار.

ونفذ الجانب التقني في الفيلم كل من زين الدين مباركي مدير التصوير وساهم في الانتاج المركز الجزائري لتطوير السينما وشركة ELLIPSE ART ودعم من الصندوق الوطني لتطوير الفن والتقنية والصناعة السينماتوغرافية.

كما قدم أيضا بالمناسبة العرض الشرفي للفيلم الروائي القصير “طفل الجزائر” (Le kid d_Alger)  من إخراج حكيم ترايدية الذي يروي واقع طفل بدون مأوى يلتقي بمهرج عند باب المسرح الذي يحتضن عرضه.

يسأل المهرج الطفل عن تواجده في المكان قبل موعد العرض ويكتشف أثناء تجاذب أطراف الحديث شغف الطفل بهذا الفن وأيضا تمكنه من لعبة ديابولو.

ويستلطف المهرج الطفل ويدعوه لحضور العرض والصعود للخشبة لمشاركته تقديمه.

بعد انتهاء العرض يختفي الطفل ويبقى المهرج يبحث عنه في كل مكان وبعد ثلاث سنوات يجده في سوق للخضر، حيث يعمل ويدعوه الطفل إلى بيته ليلتقي بأمه (سامية مزيان) وهي صماء بكماء، ويرى المهرج صورا لعرضه مع الطفل وأخرى لفنانين كبار من بينهم شارلي شابلين وأخرى للطفل وهو يؤدي لعبة تحريك الكرات.

يروي هذا الفيلم الجميل في 20 دقيقة حيثيات قصة إنسانية جمعت بين أبطالها الصدفة، وقد نجح الممثلون في إيصال مختلف الأحاسيس والانفعالات للجمهور بصدق وعفوية.

وجاء الأداء مقنعا وتمكنت الممثلة القديرة سامية مزيان من تقديم دور مخالف لما قدمته من قبل، حيث جسدت دور الأم من ذوي الاحتياجات الخاصة بصدق المرأة التي تتحدى الإعاقة وتكافح، كما عبرت أيضا عن طيبة هذه الإنسانة المضيافة، وأدى الطفل يونس سفار زيتون دوره بقناعة.

وأوضح المخرج يحيى موزاحم وهو منتج الفيلم في ختام العرض أن القصة واقعية عاشها المخرج وحولها إلى فيلم.

وشارك في أداء الفيلم الذي صُور بالجزائر العاصمة في مدة أسبوعين كل من سامية مزيان، حكيم ترايدية (مخرج الفيلم وكاتب السيناريو) ومحمد صغير بن داوود والطفل يونس سفار زيتون.

ب/ص