الجزائر- أدانت محكمة سيدي امحمد، الخميس، سعيدة نغزة رئيسة الكونفدرالية العالمية لأرباب العمل، بعامين حبسا نافذا مع تغريمها بـ 90 ألف دج، وتعويض مالي بقيمة 17 مليار سنتيم، بتهمة التزوير في محررات عرفية والاستيلاء على أموال خاصة إثر شكوى رفعها المستثمر الاسباني خوسي ماريا.
وكانت سعيدة نغزة قد دخلت في شراكة لتمويل مشاريعها المستقبلية في الجزائر، قبل أن يكتشف الضحية تلاعبات مالية سبّبت ثغرة مالية قدرتها الخبرة بما يقارب 16 مليار سنتيم.
وكانت المتهمة أنكرت كل ما نسب إليها في جلسة محاكمتها قبل أسابيع، مصرّحة أنّ الرعية الإسباني خوسي ماريا تقدم إليها على أساس الخوض معها في مشاريع كبرى كانت بصدد إنجازها بالجزائر، لأجل عقد شراكة معها، ومنحها كل الموارد البشرية والمالية وهذا في سنة 2008، حيث أمضى المستثمر المذكور عقدا رسميا مع نغزة للخوض في تسيير الشركة معها، وهذا بعدما قام بجلب الأموال من بلاده وشراء حصص من الشركة، وهذا أمام موثق أمضى على الوثيقة بإسبانيا.
وبمجرد الاتفاق بين الطرفين، شرع خوسي ماريا في ممارسة مهامه بصفة عادية، عبر عقد اجتماعات دورية يحددها بنفسه، والإمضاء على الوثائق في إطار مهمة التسيير التي أوكلتها له سعيدة نغزة. وبتاريخ 19 جانفي 2009، قام الإسباني بتمويل الشركة بمبلغ ضخم، لأجل مباشرة المشاريع المتفق عليها وتكون البداية بجلب مواد البناء بينها مادة الإسمنت من مصنع بوهران.
ووعد الإسباني نغزة بجلب خبراء من المناجم للوقوف على حجم المشاريع التي كان الطرفان يطمحان لتجسيدها بالجزائر، قبل أن ينشب الخلاف بين الطرفين، بعدما تبين أنّ بعض الوثائق شهدت استعمال ختم الرعية الإسباني بطريقة مشبوهة عام 2011، فضلا عن تلاعبات بإمضائه ما دفع الضحية إلى فتح تحقيق على مستوى الشركة لمعرفة من يستعمل ختمه، خاصة بعدما اكتشف خلال إحدى الجلسات، أنّ الختم إياه ضاع منه بإحدى المكاتب في العاصمة، ما جعله عرضة لتزوير عدد من الوثائق الهامة.
من جهتها، نفت نغزة تصريحات خوسي ماريا كاشفة أنه هو من أمضى وختم على الوثائق التي يدعي بأنه كان ضحية فيها للتلاعب والتزوير وقدّمت بواسطة دفاعها نسخا من الوثائق المذكورة لتبرئة ذمتها من جرم التزوير، كما اتهمت رئيسة الكونفدرالية العالمية لأرباب العمل ، الضحية بتسببه في إفلاس الشركة، مقدرة قيمة الخسارة بـ 15 مليارا و218 ألف دج، كونه لم يف بالوعد لنقص التمويل بمواد البناء وغيرها من الموارد البشرية التي تطلبتها المشاريع.