إنَّ خَيْرَ مَا نَتَوَاصَى بِهِ فِي خِتَامِ خُطْبَتِنَا، وَصِيَّةٌ بَلِيغَةٌ لِسَيِّدِ الْوَرَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ – كَمَا فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لَكُمْ عِلْمًا فَانْتَهُوا إِلَى عِلْمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى، لَا يَدْرِي كَيْفَ صَنَعَ اللَّهُ فِيهِ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ، لَا يَدْرِي كَيْفَ اللَّهُ بِصَانِعٍ فِيهِ، فَلْيَتَزَوَّدِ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبَابِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الصِّحَّةِ قَبْلَ السَّقَمِ، فَإِنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لِلْآخِرَةِ، وَالدُّنْيَا خُلِقَتْ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا دَارٌ إِلَّا الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ”. عِبَادَ اللَّهِ: إِنِّي دَاعٍ فَأَمِّنُوا اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا فِي هَذَا الْمَقَامِ ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ، وَلَا مَرِيضًا إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَلَا عَدُوًّا إِلَّا خَذَلْتَهُ وَقَصَمْتَهُ. اللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ خُذْ بِيَدِ إِخْوَانِنَا الْفِلَسْطِينِيِّينَ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ أَطْعِمْ جَائِعَهُمْ، وَاسْتُرْ عَارِيَهُمْ، وَأَمِّنْ خَائِفَهُمْ، وَتَقَبَّلْ شَهِيدَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شُهَدَاءَ الْعُدْوَانِ الصُّهْيُونِيِّ، كَمَا تَتَقَبَّلُ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ احْشُرْهُمْ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَى قُلُوبِ أَهْلِيهِمْ، وَأَقِرَّ أَعْيُنَنَا بِتَحْرِيرِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْإِصْلَاحَ فِي الْوَلَدِ، وَالْعَافِيَةَ فِي الْجَسَدِ، وَالْأَمْنَ فِي الْبَلَدِ. اللَّهُمَّ احْفَظْ حَاكِمَ الْبِلَادِ بِحِفْظِكَ، وَاكْلَأْهُ بِكِلَاءَتِكَ، وَأَيِّدْهُ بِتَأْيِيدِكَ، وَارْزُقْهُ بِطَانَةَ الْخَيْرِ الَّتِي تَأْخُذُ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى. اللهُمَّ اجْعَلْ عَامَنَا هذَا خَيْرًا منْ سَالِفِهِ، بَرَكَةً ورِزْقًا وتُقًى وهُدًى وعَافِيَةً وأَمْنًا. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ مَعَ الأَبْرَار.
الجزء الثالث والأخير من خطبة الجمعة من جامع الجزائر