تحت شعار "استثمروا في إنهاء السل، أنقذوا الأرواح"

العالم يحيي اليوم العالمي لداء السل..  20 ألف جزائري مصاب بالسل ونحو بلوغ 0 إصابة عام 2035

العالم يحيي اليوم العالمي لداء السل..  20 ألف جزائري مصاب بالسل ونحو بلوغ 0 إصابة عام 2035

تنظم منظمة الصحة العالمية برنامجا حواريا افتراضيا خاصا للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل، وسيسلط هذا البرنامج الضوء على موضوع السل تحت شعار “استثمروا في إنهاء السل، أنقذوا الأرواح” لإيصال رسالة تؤكد الحاجة الملحة إلى استثمار الموارد لتكثيف جهود مكافحة السل والوفاء بالتزامات قادة العالم بمكافحة السل. وينطوي ذلك على أهمية حاسمة، لا سيما في سياق جائحة كوفيد-19 التي هددت بنسف التقدم المحرز في مكافحة السل، ولضمان الحصول العادل على الوقاية والرعاية اتساقا مع مسعى منظمة الصحة العالمية نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وسيقام هذا الحدث في صيغة برنامج حواري مع متحدثين عبر الفيديو على المنصة التفاعلية التي خصصتها منظمة الصحة العالمية لموضوع السل على شبكة الأنترنت – منتدى إنهاء السل. وسيضم المتحدثون الرئيسيون وزراء وقادة وممثلين حكوميين آخرين رفيعي المستوى ورؤساء وكالات وناجين من السل والمجتمع المدني وشركاء. وسيبث البرنامج على الهواء مباشرة، مع تقديم أجوبة تفاعلية على أسئلة الجمهور عبر الأنترنت.

السلّ يصيب 20649 شخصا في الجزائر

يصيب السلّ في الجزائر 20649 شخصا منهم 6392 شخصا مصابا بالسل الرئوي، وهو ما يمثل 31 بالمائة إلى جانب 5141 شخصا مصابا بالسل المعدي.

وفي إطار المساعي الأممية إلى القضاء على داء السل بحلول العام 2035 وتقليص الإصابة بنسبة 25 بالمائة مع حلول العام 2024 وهذا من خلال المخطط الوطني الاستراتيجي لمكافحة السل (2020 – 2024) المرتكز على 6 أهداف تتمثل في تعزيز القدرات التقنية والإدارية للبرنامج الوطني لمكافحة السل على جميع المستويات ودعم نظام المراقبة وتحسين التشخيص والتكفل وكذا تعزيز البحث العملياتي.

وأشار وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد إلى أنّ “القضاء على هذا المرض من خلال تشجيع العمل على تحسين نوعية الرعاية الصحية يشكّل التزاما ثابتا من الدولة وإحدى الأولويات الرئيسية لوزارة الصحة”.

وذكر أن اليوم العالمي لمكافحة السل يعد “فرصة لزيادة الوعي وفهم المشاكل المرتبطة بهذا الداء وتعبئة مهنيي الصحة وتحسيس الناس بالعواقب المدمرة لهذا الداء على الصحة وعلى المجتمع والاقتصاد”.

90  بالمائة من حالات السل تعالج منزليا

بدوره، أفاد البروفيسور عمار شباطي مختص في الأمراض الصدرية والتنفسية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية رويبة، أنّ أهم أعراض السل الرئوي هي السّعال والحمى والنخام لمدة تتجاوز الأسبوعين مع إرهاق شديد وعرق متزايد.

وفرّق المختص بين نوعين من السل المعدي وغير المعدي، وأشار إلى أنّ التكفل بالمرضى في 90 بالمائة من الحالات يكون منزليا وقلّة قليلة جدا فقط تتطلب الاستشفاء، مركزا على أهمية الكشف المبكر للمرض لتسهيل علاجه، أما إذا لم يعالج فخطورته كبيرة وقد تؤدي إلى الوفاة، داعيا المرضى إلى أهمية التقيد بالأدوية المقدمة وتناولها، لأن الإهمال والتهاون سيكرر الإصابة ويحدث مرض سل مقاوم للدواء.

وتحدّث المختص عن وجود علاقة طردية بين كورونا والسل وتأثر مرضى السل بكورونا بشكل خاص. وبشكل عام فإن الوضعية الوبائية لداء السل ببلادنا تشهد تحسنا كبيرا، خاصة فيما يخص السل الرئوي.

12  بالمائة من المرضى لا يستجيبون ويقاومون العلاج

أما البروفيسور سفيان علي حلاسة المختص في الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى بني مسوس، فأوضح في مداخلته بأن 12 بالمائة من المرضى الذين يخضعون للعلاج لا يستجيبون ويبدون مقاومة للأدوية المقدمة لهم، فيما يموت 4.5 بالمئة منهم قبل إكمال العلاج.

وأفاد المختص أن هنالك تداخلا كبيرا ووجه شبه في الأعراض بين داء السل وأمراض أخرى، لذا يجب على المهنيين التركيز جيدا قبل تحديد التشخيص النهائي ووضع المريض تحت العلاج، مستشهدا بحالات كثيرة تم تشخيصها على أساس السل وتحصلت على العلاج ليكتشف في مرحلة متقدمة أنّها مصابة بمرض آخر.

معلومات أساسية:

يُحتفل باليوم العالمي لمكافحة السل في 24 مارس من كل عام لزيادة الوعي والفهم في أوساط الجمهور بشأن السل الذي يعد أحد أشد الأمراض المعدية فتكاً في العالم وآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة على الأفراد في جميع أنحاء العالم. ويصادف 24 مارس يوم إعلان الدكتور روبرت كوخ في عام 1882 عن اكتشافه للبكتيريا التي تسبب السل، وهو ما مهد الطريق أمام تشخيص هذا المرض وعلاجه.

يموت كل يوم أكثر من 4100 شخص بسبب السل، ويصاب نحو 30000 شخص بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه. والسل هو السبب الرئيسي لوفاة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو مساهم رئيسي في مقاومة مضادات الميكروبات. ويتيح اليوم العالمي لمكافحة السل فرصة للتركيز على الأشخاص المتضررين من هذا المرض والدعوة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء معاناة السل والوفيات الناجمة عنه، لا سيما في خضم أزمة كوفيد-19 المستمرة.

ق. م