تعتبر الإسعافات الأولية تلك الإجراءات التي يمكن للأفراد الموجودين في مكان الحادث أو الناقلين للمصاب تقديمها له قبل وصوله إلى مركز الرعاية الصحية، وقد تكون هذه الإسعافات هي الفاصل بين الحياة والموت في كثير من الأحيان.
لذا فالتدرب على التصرف السليم إضافة لعامل السرعة عنصران أساسيان في الإسعاف الأولي، ولذا كان لزاما على كل فرد أن يتقن هذه الإسعافات التي من شأنها إنقاذ حياة الأشخاص.
ولكن السؤال الذي يطرح والعالم يحيي اليوم العالمي للإسعافات الأولية يدور حول امتلاك الجزائري لثقافة الإسعافات الأولية مثلما هو الحال في عديد من الدول العربية
والغربية.
“الموعد اليومي” رصدت آراء بعض ممن التقيناهم حول ثقافة الإسعافات الأولية لديهم وكانت الردود كالآتي…
لم أسعف أحدا في حياتي
“حكيم” شاب في العشرينيات من عمره أكد لنا أنه لا يعرف مطلقا كيفية القيام بالإسعافات الأولية، ذلك لأنه لم يتلقَ أي تكوين وظنا منه أنها لن تفيده في ظل وجود الأطباء والممرضين.
وكذا الأمر بالنسبة لـ “أسماء” طالبة جامعية هي الأخرى لا تملك أي معلومة عن الإسعافات الأولية، والدليل على ذلك إصابة أمها بحريق على مستوى ذراعها ولكنها لم تحرك ساكنا لأنها لم تعرف ما العمل.
الإسعافات الأولية أمر ضروري في حياتنا والمدرسة غائبة تماما
ولكن السيد “رضا” 50 سنة يرى أن الإسعافات الأولية أمر ليس بالهين وهو ضرورة يجب على كل واحد أن يتعلمها منذ الصغر كونها ليست ضرورية فحسب وإنما هي نمط عيش يستطيع الفرد من خلاله أن يكون في منأى عن المخاطر التي تصادفنا يوميا وتعلم التكيف معها سواء بتفاديها أو التقليل من أضرارها.
وأضاف السيد “رضا” أن الخلل الحاصل في مجتمعنا حول الإسعافات الأولية يكمن في نقص التوعية والتحسيس، ويرى أن المدرسة غائبة تماما في هذا المجال.
أما “منال” فتقول إنها تعرف قواعد الإسعافات الأولية جيدا وذلك بفضل الهلال الأحمر الجزائري، أين كانت لها فرصة في أخذ دورة في الإسعافات الأولية التي دامت أسبوعين، تمكنت من خلالها تعلم كيفية التعامل مع المشاكل والحوادث التي تصادفها.
وتمكنت من التخلص من العقليات القديمة في الإسعاف كوضع القهوة على الجرح ومعجون الأسنان على الحريق وتفادي “الدواء الأحمر”.
الهلال الأحمر فاعل مهم في عملية التوعية
ويعتبر الهلال الأحمر الجزائري أحد أهم روافد صناعة الوعي، وذلك من خلال تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية تهدف إلى توعية المواطنين بخطورة الحوادث المنزلية وكذا الإصابات المفاجئة التي قد تكون مميتة أحيانا.
كما يقدم الهلال الأحمر دورات تكوينية لفائدة الراغبين في ذلك على مستوى مختلف المراكز المتواجدة على المستوى الوطني.
الكشافة الإسلامية… تربية.. توعية.. وتحسيس
وتعمل الكشافة الإسلامية جاهدة على تكوين أجيال تتحلى بروح العمل الجماعي وتحمّل المسؤولية، ويعد تلقين أبجديات الإسعافات الأولية من أهم ما تقدمه الكشافة الجزائرية لأبنائنا منذ انخراطهم فيها.
الحماية المدنية حاضرة أيضا
وتنظم المديرية العامة للحماية المدنية في مرحلة أولى دورات تكوينية لمدة 15 يوما موزعة على دورتين أو ثلاث دورات على مستوى عواصم الولايات وتمس العملية لاحقا مناطق أخرى لفائدة المواطنين المتطوعين. وتدخل هذه العمليات التي تسهر المديرية على تنظيمها في إطار التوعية والتحسيس بأهمية إتقان الإسعافات الأولية.
وللعلم، فإن الإسعافات تمكن من مساعدة المتدربين على التعرف على وضعيات الخطر لحماية الآخرين وتقديم المساعدة لهم من خلال تطبيق تقنيات الإسعاف الملائمة في حالة وضعية استعجالية.
وتبقى الإسعافات الأولية من أهم الأمور التي يجب أن تُعلم للصغار قبل الكبار وذلك لتكريس روح المبادرة والإنقاذ سواء كان الخطر يخصنا أم يخص غيرنا، وهذا لتفادي انعكاسات حوادث قد تودي بحياة من حولنا رغم بساطتها وذلك لجهلنا بكيفية التعامل معها..
لمياء. ب
