سيصدر، قريبا، عن دار أروقة المعارف والفنون للطّباعة والنّشر والتّوزيع كتاب جديد عنوانه “العالم عند حنّة أرنت”، للدكتور الهادي حامد يُعالج اشكاليّة العالم في المدوّنة “الأرنتيّة”، ومجمل الاشكاليّات المُتفرّعة عنها أو التي تعترض طريق بلورتها.
وحسب المؤلف، فإن الكتاب ورد في 234 صفحة، واقتضت خطّته أربعة فصول و12 فقرة، حيث يتعلق الفصل الأوّل، بمفهوم أرنت للعالم، وقد انطلق فيه الكاتب من معالجة انتمائها الفكريّ، باعتبار أنّ ذلك يفسح المجال المُناسِب لتنزيل سؤال العالم عندها. ثمّ عرض ما سماه بـ «ابستيمولوجيا الوضع البشري”، وهو يعني بذلك جهاز الحياة النّشطة vita activa المفهوميّ، ثُمّ افرِد نشاط الفعل باهتمامٍ خاصّ بوصفِهِ ما تتبلور في ضوئه الدّلالة السّياسيّة للعالم.
وتناول الكاتب في الفصل الثّاني، أزمة عالمنا الحديث، ابستيمولوجيًّا وتاريخيًّا، وركّز في ذلك على مفهوم الاغتراب، من حيث المسارات التي قادت إليه ومظاهره التي تعيَّنَ من خلالها. واشتغل على استعارة “الصّحراء” التي تتمتّع بثُقلٍ لافتٍ يتجاوز حجم المساحة الذي حظيت به في نصّ أرنت.
وعالج الدكتور في الفصل الثّالث – الأبواب الممكنة التي يلِجُ من خلالها كلّ إنقاذ للعالم، مركزا بالخصوص على حبّ العالم امور ميندي، تمييزًا له عن الحُبّ اللاّسياسي وعن مفاهيم أو ظواهر أخرى تُجاوره. ثمّ عالج سياقات تنشيطه في المُدوّنة الأرنتيّة، وهُنا يولي المؤلف عناية خاصّة بالدّور الذي يلعبه في أسلوب التّعاطي الفنّي مع “صحراء العالم”. كما عمل في الفصل الرّابع، على استثمار كتابه أنطولوجيا العالم عند مارتن هيدغير على صعيد وضع أطروحات هيدغير في مواجهة أطروحات أرنت إزاء العالم.
ب\ص
