العالم العربي يشهد أكبر  معدلاته.. هذه هي أسباب الانتشار المخيف للسكري اليوم!

العالم العربي يشهد أكبر  معدلاته.. هذه هي أسباب الانتشار المخيف للسكري اليوم!

تشير الأرقام  إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، خصوصاً في الجزائر والعالم العربي، حيث ترتفع المعدلات بشكل واضح، مما يستدعي التدخل بفاعلية لمواجهة هذا «القاتل الصامت» الذي لا تظهر آثاره بين ليلة وضحاها، بل تصيب مضاعفاته الخطيرة المريض في المدى البعيد، خصوصاً في حال الإهمال.

حتى أن الوقائع تشير اليوم إلى تغيّر طبيعة المرض مع ارتفاع معدلات البدانة حتى صار الأطفال يصابون بالسكري من النوع الثاني الذي كان يصيب الراشدين حصراً قبل سنوات.

 

نمط الحياة و زواج الأقارب

أما أسباب انتشاره إلى هذا الحد في أيامنا هذه فتعود إلى نمط الحياة المتبع والذي يغلب عليه الركود وقلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، إضافة إلى كثرة أصناف الأكل التي يتم تناولها والإفراط في تناول الأطعمة المصنّعة الغنية بالدهون بعكس ما كان سابقاً، وبالتالي ارتفعت كميات الغذاء في مقابل تراجع معدل حرقه.

هذا من دون أن ننسى العامل الجيني الذي يلعب دوراً مهماً. إضافة إلى زواج الأقارب الذي يعتبر شائعاً في الدول العربية ويساهم في انتشار السكري أكثر.

وتكمن المشكلة في أن السكري مرض مزمن لا بد من التعايش معه لأنه لا يمكن التخلص منه، وفي حال الإهمال، له مضاعفات خطيرة.

 

تكدّس الدهون في محيط الخصر ..الخطر المحدق

تلعب السُمنة دوراً مهماً في الإصابة بالسكري وتعتبر اليوم ظاهرة تنتشر بكثرة للأسباب نفسها التي يزيد فيها انتشار السكري. وتبدو السُمنة حول الخصر أكثر خطورة عند الرجل. ولا تقتصر خطورة السُمنة على السكري فحسب، بل تزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدلات الدهون، أما تكدّس الدهون في منطقة ما دون الخصر فلا يعتبر معياراً.

 

الأطفال و السكري من النوع الثاني

السكري نوعان: الأول وهو السكري الذي يصيب الأطفال والمراهقين نتيجة عطل دائم في غدة البنكرياس، في هذه الحالة يكون العلاج مختلفاً، يُعطى العلاج بالأنسولين حكماً في هذه الحالة. علماً أن السكري من النوع الأول يشكل نسبة 7 أو 8 في المئة فقط من نسبة الإصابة بالسكري.

أما السكري من النوع الثاني فيصيب الراشدين ويلعب العامل الوراثي فيه دوراً أساسياً. اللافت أن السكري من النوع الثاني بات يظهر اليوم لدى الأطفال نتيجة انتشار البدانة بينهم، وهذا ما لم نكن نشهده في السابق.

وهو يظهر بشكل خاص في الدول العربية. ويتم اللجوء في هذه الحالة إلى العلاج بالدايت والأدوية والرياضة. ومن المتغيرات التي نشهدها اليوم في السكري، انتشار سكري الحمل، ما دفع إلى اعتماده كعنوان للمؤتمر السنوي للجمعية اللبنانية لأمراض الغدد والسكري والدهنيات الذي عُقد بمناسبة اليوم العالمي للسكري حيث تُقام ندوات ومحاضرات للناس وللأطباء والصحافة بهدف التوعية.

سكري الحمل

هو السكري الذي يظهر خلال الحمل ويختفي بعدها، وهو ليس وراثياً بالضرورة. لكن في الحمل الثاني يظهر في مرحلة مبكرة أكثر، وفي الثالث يظهر أيضاً في مرحلة مبكرة أكثر من المرات السابقة إلى أن يصبح دائماً ولا يعود يختفي بعدها.

وتجدر الإشارة إلى أن الحامل التي تُصاب بالسكري تعتبر أكثر عرضةً للإصابة به مستقبلاً. كما أن ذلك يزيد من خطر الإجهاض والتشوّهات لدى الجنين، ويؤدي حكماً إلى ولادة قيصرية بسبب زيادة وزن الطفل. لذلك أصبح فحص السكري إلزامياً في الأشهر الأولى للحمل.

الممنوع والمسموح لمريض السكري

الممنوع

– على مريض السكري أن يبتعد عن السكريات البسيطة كالشوكولاطة والحلويات والمعكرونة البيضاء والأرز الأبيض والخبز الأبيض لغناها بالسكر.

– يجب الحد من كمية الفاكهة لاعتبارها غنية بالفروكتوز، وهو سكر الفاكهة الذي يعتبر مضراً بمريض السكري ويجب تناوله بكميات مدروسة وتجنبه ليلاً بشكل خاص.

– يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون لتفادي ارتفاع معدلات الكوليسترول والشحوم الثلاثية.

 

– يُنصح بتجنب اللحوم الحمراء لأنها غنية بالدهون، كما يُنصح بالامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون عامةً

– يجب الامتناع عن تناول المقليات.

المسموح

تُستبدل السكريات البسيطة بالمعكرونة السمراء والخبز الأسمر والأرز الأسمر لغناها بالألياف وانخفاض معدلات السكر فيها مقارنةً بالسكريات البسيطة.

يُنصح بالتركيز على السمك والدجاج بدلاً من اللحوم الحمراء.

يجب الإكثار من تناول الخضر.

يجب تناول الطعام المشوي أوالمسلوق.

أعراض لا ينبغي إغفالها

هناك أعراض لا بد من مراقبتها في حال حصولها والتحقق منها مع الطبيب، سواء كان ذلك قبل اكتشاف المرض أو بعده… فكيف تترافق هذه الأعراض مع المرض وترتبط به؟

  • العطش الزائد والتبوّل المتكرر: يُعتبران من الأعراض الأكثر شيوعاً للسكري. فعند الإصابة بالسكري، يتجمع السكر الزائد في الدم فتحتاج الكلى إلى مضاعفة الجهود لتمتص هذه الكميات الزائدة، لكن تصل إلى مرحلة لا تعود فيها قادرة على المتابعة فتخرج من الجسم من خلال البول ويزيد معدّل التبوّل عندها، مما قد يسبب الجفاف في الجسم. ومع شرب المزيد من السوائل يزيد معدل التبوّل.

 

  • الشعور بالتعب: ثمة عوامل عدة يمكن أن تسبب الشعور بالتعب، وقد يكون جفاف السوائل في الجسم أحدها.
  • خفض الوزن الزائد: يعتبر هذا أيضاً من الأعراض المرافقة للسكري. ومع التبوّل الزائد، يخسر الجسم أيضاً من الوحدات الحرارية.
  • الغشاوة في النظر: يؤثر السكري أيضاً في النظر والعينين والقدرة على التركيز. أما الإهمال فيؤدي إلى تضرر شرايين العينين. كثر قد لا يلاحظون هذه الأعراض في بدايتها، لكنها تتطور مع الوقت، وقد تؤدي إلى فقدان البصر في المدى البعيد
  • التنميل في الأصابع: يمكن أن يؤدي ارتفاع معدلات السكر في الدم إلى تضرر الأعصاب. قد يلاحظ تنميل في القدمين واليدين وشعور بالحريق في الذراعين والساقين.
  • تورّم اللثة واحمرارها: قد يخفّف السكري من قدرة الجسم على مكافحة الجراثيم، مما يزيد خطر الالتهابات في اللثة وفي عظام الفم، أيضاً في المدى البعيد قد يُضعف السكري الأسنان، خصوصاً في حال وجود مشكلة فيها قبل ظهور السكري.