كشف الفنان السعودي ناصر القصبي، وقناة “إم. بي. سي” التلفزيونية، أن الجزء الثاني من المسلسل السعودي “العاصوف”، سيعرج في حلقاته التي ستعرض في شهر رمضان المقبل، على حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف في العام 1979.
وفي مقطع فيديو قصير يروج لمسلسل “العاصوف 2″، اختارت القناة، وبطل المسلسل القصبي، عنوان “القصة الكاملة” لمشاهد بسيطة ظهر فيها مصلون بمشاهد تمثيلية يحملون السلاح من توابيت مخصصة لنقل الموتى في إشارة لكون المسلسل سيتناول تفاصيل الاقتحام الدامي الشهير.
وشدَّ الكشف عن محتوى جانب من “العاصوف 2” ردود فعل واسعة، كان الترقب واضحاً فيها عند كثير من المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والعالم العربي، لرؤية الحادثة من خلال مسلسل بدلاً مما هو معروف عنها في التقارير الإخبارية والبرامج التاريخية الوثائقية.
ووقعت حادثة اقتحام الحرم المكي يوم 20 نوفمبر 1979، أي قبل 40 عاماً، إذ اقتحم نحو 200 رجل يقودهم جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني المنتميان لـ “الجماعة السلفية المحتسبة”، الحرم المكي فجراً وسيطروا عليه بقوة السلاح، معلنين عن ظهور “المهدي المنتظر”.
ونجحت السلطات السعودية في السيطرة على الوضع في الحرم الذي احتجز فيه آلاف المصلين، بعد نحو أسبوعين، لتنتهي تلك الحادثة بمقتل غالبية المهاجمين والقبض على الباقين منهم ومن ثم إعدامهم، بجانب سقوط قتلى ومصابين في صفوف رجال الأمن والمصلين.
ومسلسل “العاصوف” مأخوذ عن رواية الكاتب السعودي الراحل، عبد الرحمن الوايلي (بيوت من تراب) ومن إخراج السوري المثنى صبح، ومشاركة كوكبة من نجوم الفن السعودي، مثل عبد الله السناني وحبيب الحبيب.
ويتحدث المسلسل عن حقبة مفصلية في تاريخ السعودية، وهي حقبة السبعينيات التي ظهر في نهايتها نشاط لافت للتيار الديني فيما يعرف بالصحوة الدينية التي فرضت سطوة لرجال الدين على الحياة الاجتماعية في البلد.
وعرض الجزء الأول من المسلسل في رمضان الماضي، فيما يعتزم منتجوه تصوير خمسة أجزاء تتناول حقبة تاريخية متسلسلة ينقسم السعوديون في نظرتهم لها.
ويقول معارضو المسلسل إنه “يشوه تاريخ المملكة ويظهرها في صورة مغايرة لما كانت عليه، فيما يرد الفريق المعجب بالمسلسل بأنه يتحدث عن مكان جغرافي محدد في منطقة الرياض ولا يشمل كل المملكة الشاسعة”.
وكان القصبي قد قال العام الماضي معلقاً على الجدل الذي تسبب به مسلسله قائلاً: “العاصوف تطرق لتفاصيل في المجتمع السعودي لم يتطرق لها أحد من قبل.. اللعب صار على المكشوف بالعهد الجديد للسعودية، ولم يعد هناك مكان للتشدد الذي قاد البلد إلى الموت والكوارث ولم يعد من الممكن أن نخجل أو نتأقلم مع مجموعة ذهبت بنا إلى كوارث”.
ق/ث
