“جسدوا الزنى داخل المجتمع كظاهرة تاريخية.. صوّروا المرأة السعودية بأنها وقحة ولا تستحي من عار ابنتها وتجهر بذلك.. شوهوا المجتمع”.. اتهامات كثيرة ساقها نشطاء وكتاب سعوديون ضد مسلسل “العاصوف” الذي
تبثه قناة “ام. بي. سي” منذ أول رمضان، لتصدق توقعات بطله الفنان ناصر القصبي الذى كان قد غرد على حسابه الرسمي على تويتر داعيا “اكفني شر المدرعمين المنفلتين، أما الناقدون المعترضون فأنا كفيل بهم”.
المسلسل الذي كتبه عبد الرحمن الوايلي وأخرجه المثنى صبح ويلعب بطولته ناصر القصبي، دراما اجتماعية إنسانية، تسلط الضوء على تفاصيل المجتمع السعودي في فترة السبعينيات من القرن الماضي، لكنه أحدث انقساما بين مهاجميه والمدافعين عنه في السعودية.
وكتب الناشط محمد اليحيا أنه جاء ليستكمل المسيرة المتواصلة التي تستهدف تشويه التاريخ الأخلاقي الاجتماعي للسعوديين، ويبحثون بالمجهر عن كل ما يُسيء لموروثنا وعاداتنا وأخلاقنا ثم يضخمونه ويركزون عليه ويتجاهلون كل الشيم والأخلاق والعفة التى عرف بها المجتمع السعودي.
وهاجمت صفحة باسم الصحوة السعودية المسلسل متهمين إياه بأنه “يظهر السيئات على أنها فضيلة، وأنها الثقافة السائدة التي كانت يومها بلدنا الحبيب. ولا عجب، فالقائمون عليه يعتبرون تلك الرذائل فضائل في مقابل الهدي الرباني الذي قامت الصحوة السعودية على نشره بين الناس”.
ووصف آخرون العمل بأنه يقدم السعودية وكأنها “لاس فيجاس” السبعينيات نسبة إلى المدينة الأمريكية المشهورة بالعبث واللهو، وأطلق آخرون هاشتاغ باسم المسلسل يطالب بمقاطعته ومنع عرضه، وكتب ياسر الفيصل “بدايته طفل زنى وكل حلقه يطلع ناصر من بيت واحدة متزوجة.. ما يريد أن يوصل ناصر القصبي عن هذه الحقبة؟”.
وعلى الجانب المقابل، أشاد ناشطون وكتاب بالعمل، معتبرين أنه علامة فارقة في تاريخ الفن السعودي، وتساءلت الكاتبة كوثر الأربش: “ألا يستحق الفن قليلاً من الفهم؟ قليلاً من التشجيع؟ قليلاً من المحبة؟”، وأوضح طلال عبد العزيز: “فيه فرق بين أن تحبوه وبين أنه أمر واقعي في أي مجتمع إنساني.. بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. وهناك من الآيات كثيرة.. لكن مقصده أن هناك فئة يرفضون أن هذا أمر واقعي.. وهنا هو مقصده.. العاصوف هو مسلسل يحكي حياة الواقع قديمًا، سواء إيجابي أم سلبي! لا غير”، وذكر حساب باسم “القناصة”: “ما زالت الحرب مستمرة على القصبي وما يقدمه من قضايا اجتماعية بداية من طاش حتى العاصوف، يبدو أنها شخصية أو لغرض ما.. هؤلاء يعتبرون ماضيهم ملائكة لا يخطئون، لا يؤمنون بأن كل جيل له سلبياته وإيجابياته، وما يقدم في العاصوف حكاية جيل بكل سلبياته وإيجابياته خير وشر كأي جيل.. الخوف من هؤلاء الأبواق”، ورأى آخر “العاصوف مولد جديد للدراما السعودية، مادة مثيرة للجدل تدعو للتفكير، وصورة من صور الماضي التي أغلب جيلنا لم يراها”.