عاد من جديد سكان الأقبية الواقعة بحي “الصومام” ببلدية باب الزوار بالعاصمة، لمطالبة السلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، بترحيلهم من الجحيم الذي يعانونه، بسبب امتلاء أقبيتهم بمياه
الصرف الصحي والقذارة، بشكل يومي، وتزداد حدته مع تهاطل أولى قطرات الأمطار، ما جعلهم يعيشون في خطر منذ سنوات، دون أدنى تدخل.
باتت الروائح الكريهة المنبعثة من أقبية عمارات حي “الصومام”، ترافق يوميات السكان ليلا ونهارا مع انتشار للحشرات الضارة على غرار الناموس والبعوض بسبب مياه الصرف التي ملأت الأقبية، هذه الوضعية مست جميع السكان غير أن المتضرر الأكبر سكان الطوابق الأرضية الذين طالت منازلهم التسربات والرطوبة التي سببت اهتراء في الأرضية وتشققات، حيث أشار المتضررون إلى أن الوضعية الكارثية التي يعيشونها دفعت بالكثير منهم إلى ترك منازلهم مؤقتا إلى حين تكفل السلطات بتنظيف الأقبية، فالروائح الكريهة والحشرات أذهبت عن أعينهم النوم خاصة المصابين بأمراض تنفسية أو يعانون من الحساسية، وما زاد الطين بلة الانتشار الكبير للنفايات في الشوارع، ما حولها إلى مفارغ عمومية، موضحين في السياق ذاته أنه وبالرغم من النداءات والشكاوى المتكررة، لم تتدخل لحد الساعة السلطات المحلية لحل المشكل بتنظيف أقبية العمارات من المياه القذرة وكذا تزويد الحي بحاويات قمامة إضافية.
وحسب سكان الحي، الذين عرضوا شكواهم على المصالح المحلية، عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، فإنهم في انتظار الاستجابة السريعة من السلطات خاصة بعد تسرب المياه القذرة إلى خارج العمارات، مما ساهم في انتشار الروائح الكريهة والمنظر غير اللائق أمام العمارات لبرك المياه القذرة التي تشكل خطرا صحيا خاصة على الأطفال، وفي نفس السياق يشتكي سكان الحي من التدهور الكبير للطرقات لعدم تزفيتها والأرصفة أيضا، اللتين غلب عليهما الحفر والمطبات التي تعيق السكان وسياراتهم، إضافة إلى غياب مساحات خضراء وفضاءات للتسلية رغم المساحة الهائلة التي يتربع عليها الحي.
وما يزيد من تخوف السكان هو بقاء الوضع على حاله خاصة ونحن على مقربة من حلول فصل الشتاء، مما سيزيد متاعبهم ومعاناتهم وتخوفاتهم من الأضرار التي قد تصيبهم، ولهذا فإن السكان قد سبقوا وأن دقوا ناقوس الخطر، غير أن السلطات لم تستجب لهم لحد الساعة، وهم اليوم يواصلون مناشدتهم لإنقاذهم من القذارة التي تغرق بها عماراتهم.