العاصمة… القاطنون بالشاليهات المتبقية بالعاصمة يريدون حلا لوضعيتهم

العاصمة… القاطنون بالشاليهات المتبقية بالعاصمة يريدون حلا لوضعيتهم

عادت من جديد العديد من العائلات التي ما تزال لحد الساعة، تقطن بالسكنات الجاهزة الشاليهات، في عدد من المواقع بإقليم العاصمة، لمطالبة السلطات الولائية، بإعادة النظر في برنامج الترحيل الذي خص فئتهم، بعدما تم التصريح في وقت سابق بأن الشاليهات انتهت بالعاصمة، في حين ما تزال العديد منها آهلة بالسكان الذين يعانون فيها الويل، جراء الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها في شقق آيلة للانهيار وتهدد صحتهم بسبب مادة الأميونت القاتلة.

وحسب شهادات العديد من القاطنين في تلك الشاليهات، من عدة مواقع نذكر منها، موقع درموش ببرج البحري، وآخر بإحدى المزارع بالمحمدية وببني مسوس وغيرها من المواقع التي لم تظهر للعيان بسبب قلتها، فتلك العائلات تعاني في صمت لسنوات، بعد أن أُجبرت على العيش في سكنات جاهزة، لعدة أسباب تختلف من موقع لآخر، فهم حاليا يطالبون الوالي الجديد، يوسف شرفة، بالاستعجال في ترحيلهم قريبا، نظرا للمعاناة التي يتقاسمونها في أحياء تنعدم فيها أدنى متطلبات العيش الكريم، معربين عن تذمرهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ سنوات عديدة وسط شاليهات هشة، تفتقد لأدنى ضروريات العيش اللائق، على غرار الغاز والتهيئة، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم حقيقي، كما أن السنوات الطويلة التي قضوها داخل تلك الشاليهات جعلت جدرانها مع مرور الوقت تتآكل نتيجة الرطوبة العالية شتاء والحرارة الحارقة صيفا، مضيفين أن سكناتهم لم تعد تتحمل قساوة الطبيعة، حيث أضحت في وضعية تشكل خطرا عليهم بالنظر إلى التشققات التي انتشرت بالأسقف والجدران، متخوفين في الوقت ذاته من إمكانية انهيارها في حالة بقائهم لمدة أطول بها وإقصائهم مرة أخرى من عمليات الترحيل التي تقوم بها ولاية الجزائر على مستوى عدة مواقع ببلديات العاصمة.

وأرجع هؤلاء، مسؤولية إقصائهم من برنامج الترحيل، إلى المصالح المحلية، التي حسبهم أقصتهم ولم تبرمجهم ضمن قائمة المعنيين والمحتاجين لسكن لائق، وهو ما أسفر عن إقصائهم كليا من الترحيل، ومن الحصة التي خصصتها المصالح الولائية للشاليهات، مطالبين في ذات السياق، بترحيلهم عاجلا، كون أحيائهم باتت لا تفرق عن الأحياء القصديرية الموزعة عبر إقليم العاصمة، بعد أن تحولت تلك الشاليهات إلى أكواخ لا تصلح للعيش الكريم، نظرا لهشاشتها وقدمها، وكذا لافتقارها لأدنى متطلبات العيش الكريم واللائق، فلا دورات للمياه ولا قنوات الصرف الصحي، باعتبار أن معظمها شيّدت بطريقة عشوائية، الوضع الذي ينذر بوقوع كارثة صحية خطيرة في حق هؤلاء.

وأكد المشتكون أنهم كثيرا ما توجهوا للمصالح المحلية وحتى الولائية قصد إيصال انشغالاتهم، غير أن نداءاتهم لم تلق آذانا ضاغية، وإن وجدت تبقى مجرد وعود لم ترق للتجسيد لحد الساعة، مشيرين الى أنهم تركوا ليواجهوا مصيرا مجهولا وسط بنايات جاهزة تهدد حياتهم في أية لحظة، في حين كان من المفروض ترحيلهم ضمن العمليات الأولى لإعادة الإسكان التي أطلقتها مصالح ولاية الجزائر في جوان 2014.

وتنتظر هذه العائلات، إدراجها في برنامج إعادة الإسكان الذي تقوم به ولاية الجزائر للإستفادة من سكنات اجتماعية لائقة، للتخلص من المعاناة التي تعيشها منذ سنوات، مطالبة الجهات الوصية القائمة على قطاع السكن بإدراجها ضمن الأحياء التي ستستفيد من الترحيل في العمليات المقبلة طالما ما تزال الرحلة متواصلة إلى غاية الانتهاء من كل ما يشوه البهجة مستقبلا.

إسراء.أ