عاد الحديث مجددا عن مخلفات مصنع الإسمنت ببلدية الرايس حميدو بالعاصمة، بعدما انتفضت العائلات مرة أخرى تنديدا بالمعاناة التي تقاسيها عند استنشاق الهواء الملوث، الذي لم تسلم منه حتى الثروة السمكية للشاطئ المجاور، حسب تحذيرات أحد النواب الذي نبه إلى التهديدات التي تتربص بها، مستغربا أسباب تغاضي السلطات عن خطر نشاط مصنع داخل مجمع سكني، في المقابل تنكرت العائلات لمجمل المزايا التي قدمها القائمون على المصنع على غرار حافلات النقل المدرسي وكذا تهيئة مساحة خضراء على عاتقهم لصالح المتضررين، مطالبين بالتحرك الفوري لإنهاء مشكلتهم، وفق ما ينص عليه القانون.
دعت العائلات المتضرّرة من مصنع الإسمنت سيما شارع محمد العيد آل خليفة، إلى ضرورة إيجاد صيغة تنهي بها ولاية الجزائر مشكلتهم مع الهواء الملوث الذي تفرزه وحدة تصنيع وإنتاج الإسمنت على مدار سنوات طويلة، ما سبب لهم الإصابة بالعديد من الأمراض، سيما الأمراض التنفسية، كالربو والحساسية المفرطة، ما دفع بالعديد منهم إلى تقديم عدة شكاوى ونداءات إلى السلطات المحلية والولائية، لاجتثاث المشكل من جذوره والقضاء عليه نهائيا، سيما وأن مشكل التلوث البيئي ظل لسنوات بمثابة هاجس يومي لسكان البلدية، آملين أن يتحرك الوالي ويتخذ الإجراءات اللازمة وتجسيدها الفوري على أرض الواقع، مؤكدين أن السلطات المعنية مطالبة بتوفير محيط ملائم وإيجاد حل بإمكانه إنهاء كابوس المعاناة بعد أن أصبح الغبار المنبعث من المصنع يهدد حياة العديد من العائلات، خاصة منهم المسنون والأطفال والحوامل.
وكان النائب بالمجلس الولائي المكلف بالري والسياحة والفلاحة والصيد البحري والغابات، الزاوي خياطي قد نبه إلى هذه القضية، متسائلا عن إسباب إبقاء المصنع يشتغل رغم الأخطار التي يسببها للسكان والثروة السمكية بالشاطئ المحاذي.
من جانبهم، تنكر السكان المتضررون للامتيازات التي قدمها القائمون على المصنع تكفيرا منهم على الضرر الذي يسببه على شكل إعانات تتمثل في عدد من حافلات للنقل المدرسي، باعتبار أن البلدية تشكو نقصا في هذا الجانب، مع إقامة حديقة للعائلات القاطنة بشارع العيد آل خليفة، وهو ما رفضه هؤلاء متمسكين بمطلبهم الأساسي وهو غلق المصنع تماما أو ترحيلهم.
إسراء.أ