الظاهر “مع فلسطين” والباطن ضد من يهدد أمن “إسرائيل”. قمة الظهران.. عنوان آخر للمأساة

elmaouid

الجزائر- أظهرت مجريات المداخلات و”التسويات” التي واكبت القمة العربية الـ29 والتي انعقدت في الظهران بالمملكة العربية السعودية، حجم الأزمة التي يمر بها هذا التكتل الإقليمي ليتحول اليوم إلى أداة لتمرير وتزكية

أجندات خليجية بالدرجة الأولى مع بعض من “المساحيق” الشعبوية المرتبطة بالقضية الفلسطينة كالعادة.

 لم تحمل القمة العربية التي عقدت بأم المشيخات “شيئا” جديدا للشعوب التي مزقتها أزمات كانت “دول الخليج” طرفا رئيسا في إقحامها داخل المربع الناري، والذي لم تخرج منه حتى بعد مرور7 سنوات كاملة، وهي اليوم لا تزال تلفح هذه الدول المتأزمة بـ”وخزاتها” مثلما لا يخفى  في كل من اليمن، ليبيا وسوريا، ولعل هذه الأخيرة مثّلت عنوانا لكل “تآمر”.

لم يخرج البيان الختامي لجامعة الدول العربية رغم “مظاهر” الإجماع حول القضية الفلسطينية والملف اللبيبي ثم بدرجة أقل الملف اليمني، بأي “استثناء” عن القمم السابقة التي لم تكن في حجم اسمها كونها لم تتعد ما يراه الكثير من المتتبعين “لغة خشب” و”ذر رماد” في عيون الشعوب التي صرفت أعينها أصلا عن اجتماعاتها التي أصبحت أكثر قربا لمفهوم “تضييع وقت” من جهود صادقة تجد تبعاتها على الصعيد الميداني والديبلوماسي.

وفي تجاوز بليغ لأدبيات الاجتماعات والقمم حتى داخل الجامعة العربية، تجاهلت القمة الـ29 بشكل غريب تطورات الأزمة السورية التي أصبحت مطلبا للتداول حتى داخل مجلس الأمن، بالنظر إلى بلوغ الملف مرحلة دفعت بالكثير إلى الحديث عن “حرب عالمية ثالثة”، غير أن التنظيم الاقليمي الذي يفترض أنه الحاضن للملف “غض البصر” في فضيحة إن صح تعبيرها مادامت الضربات الجوية التي تستهدف سوريا اليوم قواعدها الخلفية هي أساسا من دول الخليج التي تفاخر إعلامها بالتواجد الامريكي وقدراته العسكرية وقواعده وجبروته من على أراضيها.

انتهت القمة العربية ببيان ختامي يلخص “المأساة” التي يعيشها هذا التنظيم الذي كان قبل نصف قرن عنوانا لدعم التحرر العربي قبل أن يتحول إلى عنوان “للهوان ” والتواطؤ مع الاستعمار الغربي وحتى “الصهيوني” من فوق وتحت الطاولة في ظل حكم “المشيخات” وفي ظل “زواج المتعة” بين هذه الاخيرة وبعض الدول المحورية التي استسلمت قبل عقود وسلمت المفاتيح، ليتحول العناون الظاهر “مع فلسطين” والباطن ضد من يهدد أمن “إسرائيل”.