عجزت المجالس البلدية بالعاصمة عن السيطرة على قنوات الصرف الصحي التي تأبى أن تأخذ مجراها الطبيعي عند تساقط الأمطار، بل تتدفق وتتفجر في كل مكان معرقلة حركة السير حتى عبر المنشآت الفنية الجديدة، وهذا بالرغم من عمليات التنظيف والتطهير التي غالبا ما تجرى، فتخرج شاحنات الضخ والإفراغ ويشغّل أعوان التطهير لإزالة الإنسداد ويجنّد المسؤولون مرؤوسيهم ليشرفوا على هذه العمليات ويسخّروا لها كل الوسائل اللازمة، غير أن الأمر سرعان ما يعود إلى حالته الأولى وتزكم أنوف المواطنين من الرائحة الكريهة المنتشرة مع إجبارهم على معايشة واقع يومي تشمئز له الأنفس.
أصبح العاصميون على موعد مع مناظر مجاري مياه الصرف الصحي بعد كل تساقط للأمطار التي يصعب تصريفها سيما في عدد من النقاط التي توصف بكونها سوداء، وتتمثل عادة في ملتقيات الطرق الدائرية والمفترقات والمناطق المنحدرة، إذ أن تدخلات مختلف المصالح بعد تساقط الأمطار تتكرر دوما بعدد معيّن من النقاط التي أصبحت معروفة لدى الجميع بكونها نقاط سوداء فيما يخصّ صرف مياه الأمطار وكأنها نقاط تجميع حتى أنّ المواطنين ومع تساقط الأمطار يفضلون تفادي المرور عبرها لأنّهم يعلمون مسبّقا أنها مسدودة بالمياه وتصعب حركة السير بها ما يتسبب في وقوع ازدحام كبير على غرار ما يقع على مستوى حي 582 مسكنا والأحياء المجاورة له كحي 630 مسكنا وحي 1306 مسكن (بن عكنون والحراش) ومعها أيضا أحياء عين النعجة التي عرفت توقيف جميع الأشغال المتعلقة بتجديد شبكة الصرف الصحي وتطهير البالوعات على خلفية التحذيرات التي أطلقها ديوان الترقية والتسيير العقاري، التي مفادها استعمال قنوات ذات قطر 160 سم أو 200 سم عوض الحالية ذات قطر 110 سم، المؤدية من العمارات إلى القنوات الرئيسية، وهذا الوضع يتكرر في الكثير من أحياء العاصمة التي من المفروض أن مسؤولي بلدياتها قد خضعوا لتوصيات الندوة الوطنية التي أشرفت عليها وزارة الداخلية العام الماضي للحد من الكوارث الطبيعية و الفيضانات، سيما أن السبب الرئيسي هو بالوعات وقنوات تصريف المياه التي لم تعد تقوم بمهامها سواء لاهترائها أو لعدم مواكبتها لتزايد منسوب المياه المتساقط في أعقاب الإحتباس الحراري الذي أضحى العالم كله يعاني تبعاته.
إسراء. أ