يقول الله تعالى ” قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” المائدة: 100. الله تعالى أمرنا أن نكون طيبين في أقوالنا وأعمالنا وذواتنا وأموالنا، ونهانا أن نكون من الخبيثين في أقوالنا وأعمالنا وأموالنا وذواتنا، فانظروا وتأمَّلوا هل يستوي من طاب لسانه وطاب قوله، فلا يقول إلا طيبًا، ولا ينطق إلا خيرًا، هل يستوي هذا مع ذلك الرجل الذي إذا تكلم، تكلم بغيبة ونميمة وتفريق بين الناس؟!
هل يستوي المؤمن طيبُ الأعمال الذي إذا رأيتَه رأيتَ عمله طيبًا، عملَه حسنًا، عملًا يحبه الناس ويحبه الله، يؤدي فرائض الله، طيبًا في أعماله، راعيًا لأمانته في وظيفته، هل يستوي هذا مع ذلك الذي خبث عمله وفعله؟ فتراه يغش ويظلم ولا يراعي أمانة الله، متقهقرًا في الصلوات، إذا استُرعي على مالٍ أكله، وإذا استُعمل على وظيفة ارتشى وغشَّ وخان.
هل يستوي المال الطيب والمال الخبيث؟! فالطيب من المال وإن قل فمآله إلى بركة، مآله إلى خير، وصاحب المال الحلال تُستجاب دعوته، ويبارك الله في أهله وأولاده، لا يستوي هذا مع صاحب المال الخبيث ولو كان الحرام قليلًا، فهو داءٌ وسُمٌّ زعاف، صاحب المال الحرام من أي مصدر كان؛ من رشوة أو ربا، أو غش أو خيانة لأموال المسلمين، فهو مالٌ خبيث، وبالٌ على صاحبه في الدنيا والآخرة.
أهل الإيمان معدنهم أفضل المعادن، فهم كالذهب وأصفى وأطيب؛ قال تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ” البينة: 7. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن مثَل المؤمن كمثَل القطعة من الذهب، ينفخ فيها صاحبها فلم تتغير، والذي نفس محمد بيده، إن المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبًا ووضعت طيبًا” السلسلة الصحيحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص.