من أشد الأمراض فتكا بالإنسان هو مرض الصرع الذي لم يتمكن الطب حتى الآن من معالجته بشكل جذري ويلجأ بعض الأطباء إلى الجراحة لكنها علاج لا يصلح لكل حالة، وبسبب زيادة عدد المصابين خاصة بين الأطفال تحرص الدوائر الصحية في كوستاريكا على إعطاء إرشادات للعائلة عن كيفية التعامل مع الشخص الذي يصاب بالنوبة.
أعراض الصرع
تقول التعليمات الطبية، عند الإصابة بنوبة الصرع يشعر المريض في أغلب الأحيان بأن شيئا ما يوشك أن يحدث، ويقال طبيا أنه يحس بإشارة تنذره، ثم يفقد الوعي ويسقط، وتظهر عليه أعراض التشنج المعروفة منها الزبد الذي يعلو الشفتين، ولكن هذه الظاهرة ليست مخيفة دائما، والواقع أن عضلات الفكين تتعرض لتشنجات حادة متتابعة.
وقد يحدث أن يتقيأ المريض لأن معدته تفرز محتوياتها كنتيجة لتقلص الحجاب الحاجز بعنف، ويحدث أيضا أن يتبول ويكون الوجه شاحبا كما تبرز العروق في عنقه بروزا واضحا، ويرافق تنفسه الصاخب صوت رفيع يبعث على الخوف لمن يسمعه، أما النوبة فلا تدوم سوى بضعة دقائق، إلا أنه كثيرا ما تتلاحق نوبة بعد نوبة وبشكل مرهق، في مثل هذه الحالة ينبغي اللجوء إلى تخدير عام للسيطرة على المريض وذلك بعد النوبة الأولى، ليدخل في نوم عميق ثم يستيقظ وقد نسى كل ما حدث له تقريبا، ويحدث أحيانا أن تزول النوبة دون أن يغرق في النوم، إنما بعد استغراق عقلي يستعيد خلاله شيئا فشيئا حالته الطبيعية وهدوء أعصابه.
وهناك نوع آخر من التشنج يصيب الأطفال بشكل خاص، وهو أقل خطرا من الأول ويسمى المريض البسيط أو الصغير، ومن أعراضه فقدان جزئي للوعي وبشكل المؤقت، أي أن المريض يبقى واعيا لما يجري حوله، وقد يصحب هذا النوع حركات تشنجية قليلة تظهر في أطرافه ورأسه وعينيه ولكنها لا تدوم إلا بضعة ثواني، ويظهر المريض طبيعيا جدا قبل الأزمة وبعدها، ويخلو مظهره من الأعراض التي نراها في الحالة الأولى التي تعرف بالمرض الخطير.
تعليمات طبية:
– إن الأشخاص الذين اعتادوا معالجة الصرع لوجود مريض منذ الطفولة أو مصاب مزمن في العائلة لا يخيفهم التشنج، لذا على المعالج البقاء هادئا.
– لا يوجد دواء خاص يعطى أثناء النوبة، وأهم شيء هو منع المريض من عض لسانه أثناء تعرضه للحركات التشنجية التي تنتاب فكيه ويتم ذلك بوضع مانع بينهما، إما منديل مطوي أو قطعة من القماش مطوية أو قطعة خشب صغيرة أو ما شابه ذلك، والشيء الآخر الحذر من أن يبلع المريض بعض ما يتقيأه، ومهما فعل المسعف فإن معظم النوبات تنتهي تلقائيا ومن دون ألم، لذا يجب الإكتفاء بحماية المصاب وانتظار اللحظة التي يمكن فيها عمل شيء مفيد، لكن إذا ما طالت فترة النوبة عندها يجب استدعاء الطبيب ويفضل أن يكون طبيبا يعرف حالة المريض مسبقا.
– عندما يعود المريض إلى وعيه على العائلة أو المسعف عدم إظهار العواطف الجياشة أمامه أو الرثاء لحالته، لأن ذلك يصيبه بالإرباك الشديد.
– ينصح بعد مرور النوبة على المسعف إعطاء المريض القليل من الماء أو الشاي، وإبعاد المتطفلين عنه ومساعدته للوصول إلى منزله إذا أمكن بسيارة أي عدم تعريضه للإرهاق الجسدي إذا ما أصيب بالنوبة في الشارع أو مكان العمل ، لكن لا بد من مصاحبته إلى المستشفى إذا ما وجد المسعف أن الحالة تنطوي على بعض الخطورة.
ق .م