عادت الروح إلى جسد قصر الثقافة مفدي زكرياء باحتضانه فعاليات الطبعة الثانية من معرض الخزف الفني الجزائري الذي يشهد مشاركة غير مسبوقة لمبدعين حضروا مرفوقين بمجموعة كبيرة من التحف الفنية الرائعة.
ويتواصل هذا المعرض الذي نظم في إطار برنامج إحياء شهر التراث إلى غاية الأربعاء المقبل، ويهدف إلى إبراز التطورات التي عرفها هذا الفن العريق من ناحية التقنيات والجماليات خلال السنوات الأخيرة، فقد أدخل الفنانون الذين ينحدر بعضهم من أسر توارثت هذه الحرف على مدى أجيال.
وتنوعت تشكيلات المعروضات ما بين الأواني والأطقم المستعملة في الحياة اليومية، إلى جانب التحف المستعملة في التزيين مثل المرايا وكذا لوحات تزيينية المصنوعة من السيراميك والتي تحمل آيات قرآنية مكتوبة بالخط العربي الجميل.
ولقيت تشكيلة الأبجورات والمرايا والمزهريات التي ظهرت بألوان جديدة مبهرة ورسومات دقيقة اهتمام الحضور.
كما حضر الموروث الثقافي الجزائري في تلك المعروضات المتنوعة من خلال لوحات السيراميك التي جسدت نماذج من المعمار القديم والديكورات التقليدية وكذا من خلال المناظر الجميلة للمدن الجزائرية وأيضا جمال الصحراء الجزائرية.
وأفرد المعرض أيضا مساحة لفن الفخار الذي أظهر أيضا وجها جديدا لهذه الحرفة العريقة التي أدخلت عليها لمسات جديدة لتساير العصر.
كما تميز هذا المعرض بحضور أسماء معروفة في عالم الخزف الفني والفخار مثل توفيق بومهدي وسايس وسعيد جاب الله وبوعبد الله عمار وغيرهم.
ومن بين مفاجأة هذا الحدث الفني المشاركة المميزة للفنان عبد المالك كريناح الذي شارك بإنجاز فريد عبارة عن تحفة فنية زخرفية من الحجم الكبير بعنوان “أصالة فن الخزف الجزائري” استعمل فيها تقنيات معقدة، حيث إلى جانب الخزف، أضاف عدة مواد أخرى من بينها الفضة.
وتعد هذه التحفة بمثابة فسيفساء تروي تاريخ الجزائر وثرائها الثقافي والحضاري والإيكولوجي.
ب/ص