الطبعة الثالثة لجائزة محمد ديب.. تتويج الثلاثي آمال بوشارب ووليد ساحلي وكلثوم ستاعلي  

الطبعة الثالثة لجائزة محمد ديب.. تتويج الثلاثي آمال بوشارب ووليد ساحلي وكلثوم ستاعلي  

فاز الثلاثي آمال بوشارب ووليد ساحلي وكلثوم ستاعلي بجائزة محمد ديب للأدب في دورتها الثامنة في فئات الجائزة الثلاث العربية والأمازيغية والفرنسية على التوالي.

وفازت آمال بوشارب بجائزة أحسن رواية باللغة العربية عن روايتها “في البدء كانت الكلمة” الصادرة عن دار النشر “الشهاب”، بينما توجت “تارقاقت” لوليد ساحلي في فئة الأمازيغية والصادرة عن منشورات بوسكين و”La ville aux yeux d’or” (المدينة بأعين من ذهب) لكلثوم ستاعلي الصادرة عن دار “القصبة” في فئة الفرنسية.

وتوّج في الدورة السابقة كل من عبد المنعم سايح بجائزة اللغة العربية، ومراد زيمو بجائزة الأمازيغية، ومصطفى بن فوضيل بجائزة الفرنسية.

وتحتفي جائزة محمد ديب للأدب، التي تنظمها الجمعية الثقافية “الدار الكبيرة” بتلمسان، بالتراث الأدبي للروائي الراحل محمد ديب (1920-2003) الذي يعتبر من أهم الروائيين الجزائريين ومن أكثرهم تأثيرا.

كما تهدف الجائزة لتشجيع وتحفيز الإبداع الأدبي لدى الشباب في اللغات الثلاث العربية والأمازيغية والفرنسية.

وتسعى الجمعية، منذ تأسيسها في 2001، إلى ترقية وتعزيز المنجز الأدبي لمحمد ديب وتنظيم ورشات في فن الكتابة والمسرح والسينما والرسم، وكذا التعريف بالإبداع الروائي والقصصي الجزائري وخصوصا من خلال جائزة محمد ديب.

والغريب أنه عندما أُعلن عن رحيل محمد ديب في مدينة سان كلو بضواحي باريس عام 2003، كانت دهشةُ كثير من الجزائريّين كبيرةً؛ إذ كانوا يعتقدون أنَّ الروائي الجزائري رحل منذ زمنٍ بعيد، مثل مولود فرعون وأحمد رضا حوحو وغيرهما، بل إنَّ بعضهم كان يعتقد أنه من شهداء الثورة الجزائرية (1954 – 1962).

ومردُّ ذلك هو ابتعاد ديب، الذي وُلد في مدينة تلمسان عام 1920، عن المشهد الثقافي والإعلامي في الجزائر التي غادرها إلى فرنسا عام 1959، وإنْ ظلَّ يعود إليها في فتراتٍ متقطّعة، كما بقي مُلتصقاً بها في أعماله الأدبية والصحافية، وقد اعتُبرت روايته الأشهر “الحريق”، التي نُشرت قبل ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة التحريرية، بمثابة نبوءة بها؛ وهو الذي رصد في كتاباته بجريدة “الجزائر الجمهورية” المقرّبة من “الحزب الشيوعي الجزائري”، خلال إقامته في الجزائر العاصمة بين 1950 و1952، الظروف المعيشية للجزائريّين تحت الاحتلال الفرنسي والحركات الاجتماعية في البلاد.

وكانت “الحريق” (1954) ثاني روايةٍ ضمن ثلاثيةٍ تكاد تكون الأشهر في الأدب الجزائري المعاصر، وتضمُّ أيضاً “الدار الكبيرة” (1952)؛ أولى رواياته، و”النول” (1957). وهذه الثلاثية هي ما جعل شهرةَ ديب تتجاوز النخبة إلى جمهور أوسع؛ فقد عرفها الجزائريون في شكل مسلسل تلفزيوني بالأبيض والأسود أخرجه مصطفى بديع عام 1974، وأُعيد بثُّه مرّات كثيرة بعد ذلك الوقت، كما أنَّ مقاطع مطوَّلةً منها كانت مقرّرة في المناهج الدراسية للمرحلة الإعدادية، حتى التسعينيات، باللغة الفرنسية ومترجمةً إلى العربية.

ب-ص