الضحية

elmaouid

 في نهار ضوءه كقنديل زيتي قديم، بدأت قصتي، كنت أحن إلى جانبيها، طرفها فاتن، قدها ميال، صوتها ولا أحلى، ولا أطرب كصوت هيام أو قل فيروز أو أنغام، موسيقاها عذبة، كلحن الوجود الملائكي، إبداعها جميل، بل

جميل وجميل، إبداع يوم كامل، إبداع نهار وليل… أحبها البحار ذات ليلة مقمرة، حينما رآها وهي تحمل بين دفتين قصة شهرزاد وذاك اللعين شهريار (العربيد) … وكان بين الدفتين صوت عذب، بل أنين، انطلق كالناي الحزين، يعزف مقطوعة الرحيل،… كان البحار قد تلثم كي يخطف رضيعها الذي أنجبته منذ حين …لم تستطع ارضاعه لأن ضرعها جف،…. ولم يبق أمامها إلا أن تبيع رضيعها للبحار الذي يملك مالا وفيرا …. عندما كان يلقي شباكه كانت هي أمامه ..توسلت اليه، أن يعتقها ، أن يعيد لها ابنها ذي اليومين، لكنه ابتاعه بثمن قليل ،.. كان للبحار ما أراد، وكان الصبي صيدا ثمينا ناله منذ أن وعى على الصيد وعلى البحر الكبير… تكلم الرضيع في المهد، خاطب العاشقين، التائهين: كنت إلى وقت قريب إبن امي لكنني الآن حزين لأن أمي قبضت ثمن غذائي دينارين ورمتني بين أنياب اللعين تاجر للأحلام هو ، دائما ينوي المزيد، إذا ما رام حلما قد نما بين خفقات قلبي، رماه بسهم حقير لعين، وكان بين يديه طريحا حزينا…. قومي أيتها البحار قومي، لن نرى حلما بعد اليوم ، سنرى الآفاق سودا، كغراب حزين .. أو نرى نورا عميما سائدا قادما أبد السنين.