كنوز رمضانية  

الصيام… أجر بغير حساب

الصيام… أجر بغير حساب

قال تعالى ” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” الزمر.10 “. ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل عمل ابن آدم له، الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيامَ؛ فإنه لي وأنا أجزي به؛ إنه ترَكَ شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فِطرِه، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولَخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك” رواه البخاري. وفي هذا الحديث يتضح أن كل الأعمال تتضاعف بعَشرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام؛ فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد؛ بل يُضاعِفُه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير عدد؛ وذلك لأن الصيام نوعٌ من أنواع الصبر، وقد قرَّرت الآية أن للصابرين أجرًا بغير حساب.

وقيل: إن الصبر على ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ على محارم الله، وصبرٌ على أقدار الله المؤلمة، وهذه الثلاثة تجتمع في الصوم؛ فإن في الصوم صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرَّم من الغِيبة والنميمة والسبِّ والقذف وشهادة الزور، وغيرها من الحرام، وصبرًا على أقدار الله المؤلمة، الناشئةِ عن ألم الجوع والعطش، وضعفِ البدن والنفس. ومن أسباب مضاعفة الأجر:

أولا: شرف الزمان: كشهر رمضان وعشر ذي الحجة؛ فقد جاء في حديث سلمان عن فضل رمضان: “مَن تطوَّعَ فيه بخَصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه”. وعن أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: “صدقة في رمضان” رواه الترمذي.

ثانيا: شرف العامل عند الله وقربه منه وكثرة تقواه: كما ضوعف أجرُ هذه الأمَّة على أجرِ مَن قبلهم من الأمم، وأُعطُوا كِفلينِ من الأجر، يضاعَف للصائم حسب إخلاصه وتقواه. وشهر رمضان فرصة لتعلُّم العبر؛ فهو بمثابة دورة تدريبية مدة الثلاثين يومًا لتعليم الصبر، فهو من الأخلاق المكتسبة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ” ومَن يَتصبَّرْ يُصبِّرْه الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر” رواه البخاري.

من موقع إسلام واب