تتعمد سلطات المخزن مواصلة التطبيع وتتعمد تجاهل التحذيرات من مختلف الجهات، حيث تتواصل أصوات مناهضي التطبيع، المحذرة من الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي، والمساس بالمجالات الحساسة التي على أساسها تتربى وتنشأ الأجيال المستقبلية، لا سيما القطاع التربوي، الذي يعتبر عماد كل جيل ولبنته الأساسية.
قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، أن “الصهيونية قد اخترقت المغرب وتستهدف حاليا المناهج التربوية، فأذرع الأخطبوط الصهيوني قد أحكمت قبضتها على المجالات الحساسة في المغرب، لتستفرد بها وتعيد برمجتها وفق ما يناسب التفكير الصهيوني”. وأضاف أن “المجال التربوي من أخطر المجالات التي لا يمكن العبث فيها كونها اللبنة الأساسية لتكوين الأجيال وبرمجة عقولهم بما يتناسب والدين الحنيف، وكذا الأسس السليمة التي تبنى وتنشأ عليها الشعوب العربية”، مشيرا إلى أن الاختراق الصهيوني للمجال التربوي “كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، واصفا الصهيونية بـ”الفيروس الذي يخرب العقول ويعيد برمجتها”. وأوضح ويحمان، أن “المجال التربوي مجال يستهدف من خلاله الكيان الصهيوني، النشأ والجيل القادم، وكما أحكم سيطرته على الذاكرة ومكنها في إطار أرشيف المغرب من تهويد الذاكرة المغربية، ها هو ينخرط اليوم بكثافة وقوة في التمكن من مستقبل البلد من خلال النشأ ومن خلال التحكم وكذا توجيه المناهج التربوية وفق معتقداته الخبيثة”. من جهته، قال المناهض المغربي عبد الصمد فتحي رئيس “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، في مقال له تناول فيه التطبيع التربوي ومخاطره على الأجيال، أن “المطبعين أعطوا أولوية كبرى للتطبيع التربوي وراهنوا عليه، باعتباره من أخطر أنواع التطبيع لاستهدافه وجدان الناشئة والسعي لغسل عقولها من خلال قلب الحقائق وتزوير المعطيات”. وأضاف أن “التطبيع التربوي، قد انطلق بإحداث تغييرات على مستوى المناهج، وذلك باقتحام +المكون العبري+ والتمهيد للرواية الصهيونية في التربية والتعليم بالمغرب، بتغيير مناهج دراسية لتشمل التراث والتاريخ اليهوديين في المغرب”. وتشير التقارير في المغرب، إلى أنه قد تم الانتقال من ثلاثة كتب مدرسية بها نصوص ومواضيع متعلقة بـ”اليهود” خلال الموسم السابق إلى 18 كتابا خلال الموسم الحالي، وأن تناول +المكون العبري+ لم يعد مقتصرا على مادة التاريخ، بل انضافت في هذا الموسم الدراسي مادة اللغة العربية ومادة اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الرابعة ابتدائي. ووفقا لمناهضي التطبيع، فقد قام قطاع التربية والتعليم بالمغرب، بتأسيس أندية مطبعة تحت أسماء مضللة كالتسامح والتعايش، وزج بتلاميذ صغار في دور عبادة يهودية قسرا وبدون موافقة ذويهم، مثل ما حدث في مكناس، كما زج بمؤسسات تعليمية في اتفاقيات ثنائية مع مؤسسات تعليمية صهيونية، والتي شملت كل من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالبيضاء، جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية بابن جرير، الجامعة الدولية للرباط، وجامعة محمد الخامس بالرباط، وهو ما استنكرته نقابات التعليم بالمغرب، معلنة رفضها القاطع للتطبيع التربوي الذي يستهدف النشأ، ودعت في اليوم العالمي للمدرس، الأسرة التعليمية لمواجهته ومقاومته. كما استنكرت المحاولات الحثيثة لاستغلال المدرسة المغربية ومن خلالها الانفراد بأبناء وبنات المغاربة لمأسسة التطبيع مع الكيان الصهيوني والترويج لأفكار وسلوكات شاذة وغريبة عن المجتمع المغربي.
أ.ر