الأمر لا ينتهي بمجرد دواء مخفّف للألم

الصداع المتواصل.. قد يدل على مرض خطير

الصداع المتواصل.. قد يدل على مرض خطير

الصداع النصفي عبارة عن صداع شديد تتنوع الأعراض المرافقة له من شخص إلى آخر، ففي بعض الحالات يرافق الصداع الشعور بالغثيان، إضافة إلى الحساسية الزائدة من الصوت والضوء، وبعدها تأتي مرحلة أعراض ما بعد الصداع، التي تجعل الشخص في حالة من الشعور بالإجهاد قد يستمر لمدة يوم أو أكثر.

لم تستطع البحوث حتى الآن التأكد من تحديد سبب الإصابة بالصداع النصفي، وربما يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة تغيرات في جذع الدماغ وحالات من عدم التوازن في المواد الكيميائية في المخ مثل السيروتونين، الذي يساعد في تنظيم الشعور بالألم.

 

النساء أكثر تعرضا للإصابة

يزيد احتمال إصابة النساء بالصداع النصفي عن احتمال إصابة الرجال به بنسبة ثلاثة أمثال، ويرجع هذا جزئيا إلى أن اضطراب هرمون الأستروجين الذي يعمل بمثابة عامل محفز للصداع، بحسب الدكتور جون ستيكس، طبيب الأعصاب بمستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد. ويقول: «بعد انقطاع الطمث، يقل معدل نوبات الصداع النصفي لدى النساء بشكل كبير. من ثم، فإن هناك تأثيرا مؤكدا لهرمون الأستروجين». غير أن بعض النساء – على شاكلة جاكلين – ما زلن يعانين من نوبات الصداع النصفي حتى بعد انقطاع الدورة الشهرية.

عادة ما يكون لدى النساء اللائي يصبن بنوبات الصداع النصفي بشكل منتظم «عوامل محفزة» هي التي تتسبب في إصابتهن بالصداع. ومن أمثلة العوامل المحفزة الشائعة:

– الروائح النفاذة.

– التوتر.

– الحرمان من النوم.

– الأصوات المرتفعة أو الأضواء البراقة.

– تغيرات الطقس.

– انخفاض مستوى سكر الدم بسبب إغفال وجبات.

– أطعمة مثل النبيذ الأحمر والشوكولاطة والجبن المعتق والفواكه المجففة والمكسرات والبقوليات واللحوم المعالجة وأنواع الحساء ومرق اللحم البقري الذي يعد باستخدام مادة الغلوتامات أحادية الصوديوم الحافظة وخميرة البيرة والخبز، ومشروبات الحمية الغذائية التي تحتوي على محليات صناعية مثل الأسبارتام.

ويحدث الصداع النصفي عندما تنشط الخلايا العصبية في المخ

وذلك ما يكون عادة استجابة لعامل محفز مثل توتر أو نوع معين من الطعام. وهذه الخلايا العصبية تضم موادا كيميائية معينة، تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية في المخ وتلتهب، مما يتسبب في ألم وأعراض أخرى لصداع نصفي.

 

القضاء على عوامل التحفيز.. أولى مراحل العلاج

حينما يتعلق الأمر بعلاج الصداع النصفي، يتمثل العلاج الأولي في محاولة القضاء على عوامل التحفيز، حسب الدكتور ستيكس. وأضاف: «قبل أن نتجه إلى الأدوية، دعونا نبحث عما إذا كان بإمكاننا إيجاد عامل مسبب أو القضاء عليه أو تخفيف حدته».

يمكن أن يساعدك الاحتفاظ بمفكرة يومية عن الصداع في تحديد العوامل المحفزة للصداع النصفي. على مدار شهر، اكتب:

* الوقت الذي تبدأ وتنتهي فيه كل نوبة صداع.

* حدة وموضع الألم على سبيل المثال، وراء عينيك أم في الجزء الخلفي من رأسك.

* الإشارات التحذيرية التي تنبئ بإصابتك بالصداع النصفي.

* الطعام الذي تناولته ذلك اليوم.

* ما الذي كنت تفعله قبل إصابتك بالصداع على سبيل المثال، ممارسة تمارين رياضية.

* العلاج الذي استخدمته وما إذا كان يساعد في تخفيف حدة الألم أم لا؟

بعدها، راجع مذكرة يومياتك مع طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الأعصاب أو اختصاصي الصداع الذي تتعامل معه لتحديد ما إذا كان بإمكانك القضاء على العوامل المحفزة أو تعديلها. إذا لم يكن القضاء على العامل المحفز كافيا، ربما يوصي طبيبك بأدوية لعلاج الصداع النصفي.

 

أنواع أخرى من الصداع

لا يعتبر الصداع النصفي هو النوع الوحيد من الصداع المسبب للألم الذي يضم الأنواع الأخرى:

* صداع التوتر: يبدو هذا النوع الشائع من الصداع أشبه بضغط على جانبي الرأس. ويمكن أن يستمر لفترة تتراوح ما بين 30 دقيقة وعدة أيام. ويمكن أن يحدث صداع التوتر من وقت لآخر أو بشكل يومي.

كيفية علاج صداع التوتر: ركز على المشكلة الصحية المتسببة في الإصابة بصداع التوتر، مثل التوتر العصبي أو انقطاع النفس اليومي أو الاكتئاب. ولتخفيف حدة الألم، يمكنك تجربة مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية المتاحة في الأسواق.

* الصداع العنقودي: يحدث هذا النوع الحاد من الصداع عدة مرات في اليوم أو الليلة نفسها. وعادة ما يتركز الصداع العنقودي على جانب واحد من الرأس، وغالبا ما يكون الألم خلف العينين. ويمكن أن تستمر نوبة الصداع العنقودي لفترة تتراوح ما بين 5 دقائق وبضع ساعات. ربما يحدث رشح في الأنف وإفراز للدموع من عين واحدة وشعور بالاهتياج.

كيفية العلاج: اسألي طبيبك المعالج عن الأكسجين أو الليثيوم أو التريبتان. ربما تقلل مثبطات قناة الكالسيوم والأدوية المضادة للتشنجات من معدل تكرار نوبات الصداع العنقودي.

* صداع الجيوب الأنفية: يحدث هذا النوع من الصداع عندما تتورم وتلتهب بطانة الممرات الأنفية. وعادة ما يكون الألم المبرح المفاجئ مصحوبا بضغط حول العينين والوجنتين والجبهة؛ ويحدث انسداد في الأنف وكحة ويكون هناك مخاط لونه أخضر مصفر.

أما عن كيفية علاج المرض، فيمكن أن تعالج المضادات الحيوية مشكلات الجيوب الأنفية الناتجة عن البكتيريا. يمكن أن تساعد الاستيرويدات الأنفية والأدوية المزيلة للاحتقان التي تصرف دون وصفات طبية وأدوية تخفيف الألم وغسل الأنف بمحلول ملحي في تخفيف حدة الأعراض. إذا كان السبب عضويا مثل انحراف الحاجز الأنفي، ربما يوصي طبيبك بإجراء جراحة.

 

حالات مرضية أخطر

قد يشير الصداع إلى حالة مرضية أكثر خطورة. وفي حالات نادرة، يمكن أن يمثل الصداع إشارة إلى مرض خطير، مثل ورم أو التهاب السحايا أو تمدد الأوعية الدموية.

تعتبر أي من هذه الأعراض بمثابة تحذير فوري يدفعك لطلب مساعدة طبية:

* صداع مفاجئ حاد.

* صداع حاد، جنبا إلى جنب مع حمى أو غثيان أو ضيق في التنفس أو وهن في أي جزء من جسمك أو تشوش بصري أو رؤية مزدوجة أو تيبس في الرقبة.

* إصابتك بأسوأ نوبة صداع تعتريك على مدار حياتك.

* صداع حاد، بينما نادرا ما تصابين بالصداع، أو لا تصابين به مطلقا.

* صداع يبدأ بعد تعرضك لإصابة في الرأس.

 

ق. م