الصحافيون يستذكرون يومهم الوطني في ظل تحديات كبرى يعيشها القطاع .. “مهنة المتاعب”  صراع من أجل البقاء لتحقيق الأفضل

الصحافيون يستذكرون يومهم الوطني في ظل تحديات كبرى يعيشها القطاع .. “مهنة المتاعب”  صراع من أجل البقاء لتحقيق الأفضل

تستذكر الأسرة الإعلامية اليوم الوطني للصحافة، الذي يصادف 22 من شهر أكتوبر، في ظل تحديات كبيرة يواجهها القطاع سواء من الناحية الاجتماعية أو المهنية للموظفين، وكذا أثناء تأدية مهامهم، خاصة مع الحراك الذي سيدخل شهره التاسع، وحرصهم على نقل الصورة والصوت للرأي العام الوطني والدولي، ويجد الصحفيون أنفسهم معرضين للتعنيف أو الطرد من مسرح الأحداث، مواصلين عملهم رغم كل الصعوبات التي يواجهونها، وفي ظل كل هذه الصعوبات التي تعيشها السلطة الرابعة فإن مساعي الوزارة  الوصية حثيثة للارتقاء بها وإخراجها من قوقعتها.

ويعتبر تاريخ الاحتفال باليوم الوطني للصحافة، موعدا مهما يحمل رمزية قوية، حيث يتم الوقوف مع كل ذكرى على المكاسب الكبرى التي حققها القطاع والتحديات التي رفعها طيلة السنين الماضية، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم تخليدا لتاريخ صدور أول عدد من جريدة “المقاومة الجزائرية” سنة 1955 الناطقة باسم جبهة التحرير الوطني، وهذا لتخليد  الجيل الأول من الصحافيين الذين ناضلوا وقدموا النفس والنفيس، من أجل تحرير شعبهم من غطرسة المستعمر الفرنسي، وكان فرحات عباس وكذا عمار اوزقان، من رجال تلك الحقبة التاريخية التي مرت بها الجزائر، وفي ظل الصعوبات التي يمر بها القطاع، تسعى وزارة الاتصال إلى الارتقاء بالقطاع وانتشاله من القوقعة التي دخلها، تماشيا مع التطورات الحاصلة، الذي يتطلب من الجميع بذل مجهودات للنهوض به، سواء من طرف الوزارة الوصية أو الصحافيين، حيث أعلن وزير الاتصال، مؤخرا، عن تحيين العديد من القوانين بهدف الارتقاء بمهنة المتاعب

 

الصحافة تواكب الحراك لنقل الحقيقة للرأي العام

ساهمت الصحافة في نقل الصورة الحقيقية للحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري المنصرم، المطالب بالتغيير وإقامة دولة مبنية على أسس ديمقراطية، والذي انتهى بتراجع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، واستقالته في 2 أفريل الماضي، الأمر الذي ساهم في منح هوامش حرية أوسع للصحافي للتعبير عن رأيه لم تكن قبل ذلك التاريخ.

حيث في البداية تحاشى التلفيزيون الحكومي وكذا الإذاعة الوطنية ووكالة الأنباء الجزائرية، نقل المسيرات التي عمت أرجاء الوطن، بخروج الملايين من المواطنين للمطالبة بالتغيير الجذري، وبعد مرور أسابيع على الانتفاضة الشعبية، وكرد فعل قام  صحافيو  القطاع العمومي بتنظيم عدة وقفات احتجاجية للتنديد بالتعتيم الإعلامي، وعدم نقل ما يجري عبر ولايات الوطن، ومع الزخم الكبير للحراك وسلميته التي أبهرت دول العالم، كسر رجال ونساء الصحافة تلك القيود وتحرروا من التضييق، حيث أصبحت البلاطوهات تنقل على المباشر المسيرات، من جهتهم اكتفى المحللون السياسيون ورجال النخبة، بالترقب من بعيد أين لم يصدر منهم أي تصريح أو بيان حول ما يحدث من تطورات سياسية، ما جعل الجميع في حيرة من موقفهم، وأسبابه خاصة في ظل الظرف  الحساس الذي تمر به بلدنا، أين يتطلب تماسك الجميع ووضع اليد في اليد لإنقاذ البلد وإخراجها لبر الأمان، ومع مرور الوقت استدركت موقفها، لتعود إلى الميدان لتلعب دورها، واعتبرها الكثير تدخلا  في الوقت بدل الضائع لا جدوى منه.

وخلال نفس الفترة  أصدر الجيش بيانا دعا فيه جميع الجزائريين، للعمل معا من أجل إخراج البلد من الأزمة السياسية التي دخلتها، وعكس ذلك كان  صحافيو القنوات الخاصة وكذا الجرائد، السباقين لنقل حقيقة ما يحدث في الميدان، رغم المضايقات التي تعرضوا لها، ويعتبر العديد من الصحافيين أن الحراك الشعبي، فرصة لتنظيم القطاع الذي بات يعاني من عدة مشاكل، عن طريق فتح ورشات للإصلاح وتغيير قانون الإعلام الحالي بهدف ترقية ممارسة المهنة وحماية الصحافيين سوءا أثناء تأدية مهامهم  أو من الجانب المهني والاجتماعي، ويعلق الصحافيون أمالهم على القيادة التي سينتخبها الشعب، في 12 ديسمبر، في توفير لهم البيئة المناسبة للعمل الصحفي، قصد الارتقاء بمهنة المتاعب.

فرغم الصعوبات التي واجهها الصحافيون في الميدان في سبيل نقل ما يحدث في المسيرات من مضايقات باتهامهم بتشويه الحراك، وعدم نقل الحقيقة، ما أدى في بعض الأحيان لتعرضهم للضرب وكسر وسائل عملهم، أو الطرد مباشرة أمام أعين الجميع وأحيانا تحت الهتافات، إلا أنهم واصلوا مهامهم بكل عزم وإصرار، في سبيل نقل الحقيقة، متناسين تلك الصعوبات.

 

لقاءات ومساعٍ لإعادة السلطة الرابعة لسكّتها

ساهم الحراك الشعبي في خلق ديناميكية لدى الصحافيين من خلال، تنظيمهم العديد من الوقفات الاحتجاجية، للتنديد بما وصلت إليه ظروفهم المهنية والاجتماعية، وعلى سبيل ذلك ما حدث مع صحفيي مجمع “حداد” الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام دار الصحافة، منددين بالوضع الذي آلوا إليه، وعدم تحميلهم مسؤولية ما يحدث، كما تم عقد العديد من اللقاءات قصد مناقشة المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، وآخرها عقد المجلس الوطني للصحافيين الجزائريين، جامعته الصيفية بولاية مستغانم بمشاركة حوالي 100 صحفي من مختلف ولايات الوطن، الذي دعا لضرورة التكفل بمشكل تأخر رواتب الصحافيين وكذا حمايتهم من تداعيات الأزمات المالية التي تعاني منها المؤسسات جراء نقص الإشهار، معلنا شروعه في برنامج تكويني مستدام للصحافيين والصحفيات العاملين في مختلف وسائل الإعلام، للرفع  من مستوى أدائهم.

 

آراء الصحافيين حول اليوم الوطني للصحافة

حياة بن طيبة صحفية سابقة بجريدة اليوم وحاليا في موقع إلكتروني:

“بمناسبة اليوم الوطني للصحفيين، يشرفني أن أتقدم أولا بأحر التهاني لكل زملائي في مهنة المتاعب، وأؤكد من هذا المنبر بأن الاعلام رسالة نبيلة على الجميع تأديتها بكل أمانة وضمير مهني في ظل ظروف وطنية حساسة تستلزم تضافر الجهود ووضع اليد في اليد لإخراج الوطن من عنق الزجاجة ..بيد أن هذه المهمة أي الصحافة تعيش بين المطرقة والسندان رغم مرافقة الاعلام بشقيه العمومي والخاص للحراك ونقل الصورة والصوت والكلمة للرأي العام الوطني والدولي وحرص على نبل المهنة إلى جانب نقل كل الأخبار المتعلقة بفتح ملفات الفساد وسجن العصابة إلا أن الصحفي يواجه صعوبات من منطلق ارضاء الجميع غاية لا تدرك، فتارة يتعرض للتعنيف والطرد من مسرح الاحداث، كما أنه متهم دوما بالانحياز لطرف معين وهذه هي ضريبة هذه المهنة النبيلة”.

 

فتيحة قردوف صحفية  بجريدة “الصوت الآخر”: “الصحافيون مجندون لأداء رسالتهم رغم كل العراقيل”

سجل العديد من الصحفيين في مختلف المؤسسات الإعلامية حضورهم وتغطيتهم الدائمة للحراك الذي باشره الجزائريون منذ فيفري 2019، لنقل كلمة الشعب في المسيرات بالتركيز على كل صغيرة تخص المتظاهرين والحراك، كما ساهموا بطريقة وبأخرى في حماية الحراك من أي انزلاقات قد تحدث وكذا بالكشف عن مختلف الممارسات الغريبة وغير المقبولة والتي يمكن لها أن تمس بالحراك على غرار الشعارات المغرضة وكذا بعض الشخصيات المندسة والتي تحاول إثارة البلبلة. وفي خضم كل هذا يجد الصحفيون أنفسهم بين مطرقة رفض بعض المتظاهرين لهم من جهة وتضييق بعض رجال الأمن من جهة أخرى، حيث تعرض الكثير من الصحفيين إلى الضرب والشتم والطرد من المسيرات من طرف متظاهرين، كما واجه صحفيون أيضا صعوبة في أداء مهمتهم وضيقا من طرف بعض رجال الأمن ووصلت لحد التوقيف. وهذا قد يكون مجرد جزء بسيط مما يواجهه الصحفيون بصفة دائمة خلال تغطيتهم للحراك الشعبي الذي تجاوز السبعة أشهر، والذين أثبتوا خلاله أن الصحفي هو ابن الشعب وصوته متحديا كل العراقيل.

نادية حدار