عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم. الإمامُ الحبرُ فقيه الأمة، كان من السابقين الأولين، ومن النجباء العاملين، شهد بدرًا، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، وروى علمًا كثيرًا، مات ابن مسعود بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وعاش ثلاثًا وستين سنة. سبب إسلامِه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلَب من غنمه شاة حائلاً فدرَّتْ. قال عبد الله بن مسعود: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعَك وعكًا شديدًا، فمسستُه بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعَكُ وعكًا شديدًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم”، فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أجل”، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يصيبه أذى؛ مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرةُ ورقَها ” رواه البخاري. وعن ابن مسعود، قال: كنت أرعى غنمًا لعقبةَ بن أبي معيط، فمر بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال: “يا غلام، هل من لبن؟”، قال: قلت: نعم، ولكني مؤتَمن، قال: “فهل من شاة لم ينزُ عليها الفحل؟”، فأتيته بشاة، فمسح ضَرْعَها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: ” اقلص”، فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: “يرحَمُك الله، فإنك غُلَيم معلَّم” رواه أحمد. وعن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ” اقرَأْ عليَّ القرآن”، قلتُ: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: ” إني أحبُّ أن أسمَعَه من غيري” رواه البخاري.