يقول خبراء العلاقات الأسرية إنه لا توجد حياة زوجية مثالية، لأن كلا الشريكين له شخصيته المستقلة والمنفصلة التي لها أفكارها ونمط تحليلها للأمور، فلكي يكون الزواج ناجحاً؛ لا بُدَّ أن تتوفر له عوامل التماسك والاستقرار، التي من أهمها الصبر والتسامح؛ فالتسامح يمنح العلاقة الزوجية فرصة جديدة للاستمرار، وإذا غاب عن الحياة الزوجية؛ فستتأزم الحياة، وتتسع الخلافات.
وأولى خطوات الضوابط تكون في الصبر والتسامح؛ فالصبر هنا يكون على التغيرات وعلى الأخطاء؛ فقد تكون الزوجة عصبية في مراحل الحمل، لذلك على الزوج أن يصبر عليها، ومن الممكن أن يكون الرجل أكثر حدة وعصبية إذا ترك عمله أو انتقل من عمل إلى آخر؛ فعلى الزوجة احتواؤه حتى تمر الأزمة، وهنا قد يحتاج الشريكان إلى ضوابط معينة تحكم طريقة تعامل كل طرف للآخر.
ويؤكد الخبراء أنه لا يمكن أن تمضي الحياة الأسرية بلا عقبات أو تحديات سلبية يتعرض لها الشريكان بين الحين والآخر، ولكن بالصبر والتسامح يمكن للشريكين خلق بيئة متناغمة وداعمة حتى يشعر الجميع بالتقدير والاحترام، وهما يساعدان على حل النزاعات والخلافات بطرق بنَّاءة وسلمية وودية؛ فعند وجود تفاهم وتسامح بين الشريكين، يصبح من الممكن التفاوض والوصول إلى تسويات مقبولة للجميع.
كما قد تكون هناك بعض الطباع غير المرغوب فيها لدى أحد الشريكين، ولكن في وجود الصبر يمكن التعايش معها؛ فالصبر يمكّن الشريك من فهم شخصية شريكه وتقديم النصيحة له، فربما يكون ذلك بداية جيدة لتغيير الطباع، فلذلك لا بُدَّ أن يتحمل كلا الشريكين طباع الآخر، وإبداء كل طرف رأيه بما يزعجه في شريكه، فإن كره أحد الشريكين في الآخر خلقاً؛ وجد خلقاً آخر يحل مكانه، وبالصبر تُحل الخلافات الأسرية، وإتاحة الفرصة للشريك لتغيير الطباع السيئة؛ فبالصبر والتسامح يمكن أن يقف بجانب شريكه ويقدم الدعم له ويساعده في التغيير.
ومن أهم ما يساعد على التماسك داخل الحياة الزوجية، هو وجود الصبر والتسامح بين الشريكين ومساعدتهم لبعضهم بعضاً عند مواجهة أي ضغوط نفسية؛ ما يؤدي إلى الشعور بالراحة والتوافق والوئام، والسلام الداخلي؛ فبالصبر والتسامح يمكن تفادي الخلافات المتكررة، وعندما يرى كل فرد أنه متقبل لشريكه، وأن أخطاءه يتم التسامح معها، فبالتأكيد سيشعر بالأمان والطمأنينة.