تتواصل فعاليات الصالون الوطني للكتاب في طبعته الأولى لهذا العام (2021) بقصر المعارض بالصنوبر البحري .وعن هذا الحدث خاصة وأنه جاء في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا، تحدث بعض رواد الكتابة في الجزائر لـ “الموعد اليومي”.
الكاتبة أسماء سنجاسني
تحدي كبير لتفعيل زر الكتاب

المعرض الذي تنظمه الجزائر حاليا في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، هو تحدي كبير لتفعيل زر الكتاب وإيصاله للقارئ بشكل مريح وسهل، وهو في نفس الوقت يعتبر مبادرة جميلة وجيدة قامت بها الهيئات المنظمة لهذا المعرض الوطني بالتنسيق مع دور النشر الجزائرية، حيث يعتبر ترويجا للكتب الصادرة في 2021 أكثر مما يعتبر ذا طابع اقتصادي، لكن لابد أن نشير دوما بوضوح إلى نقطة مهمة جدا ألا وهي المسافة الموجودة بين الكتاب والشباب الجزائري والتي جسدتها علاقة بُعد كبيرة تروي مأساة أمة أضحت تعاني بعيدا عن المطالعة والاستكشاف، ومثل هذه المبادرات أو غيرها لا تفي بالغرض من أجل كسر الحواجز وإعادة هيبة الكتاب إلى عهدها السابق، وتأثيرها في بناء المجتمعات من كل النواحي، وهذا راجع لعدة أسباب منها تغييب مصطلح الانتقائية في نشر الأعمال من طرف دور النشر المختصة في ذلك، ولجوء الشباب إلى مواقع التواصل الاجتماعي مما ساهم في إلغاء وجود الكتاب في يومياته، لكن رغم ذلك تبقى الهيئات الثقافية المسؤولة عن تنظيم المعارض والجلسات الأدبية تسعى بالتنسيق مع دور النشر والكتاب دوما إلى المحاولة ثم المحاولة من أجل الحفاظ على قيمة الكتب، وإبراز مدى أهمية المطالعة، وتجسيدها على أرض الواقع.
الدكتور بريك الله حبيب
كسر الجمود الثقافي

تنظيم الصالون الوطني للكتاب هو تحدي للظروف التي يعرفها العالم أجمع وتشهدها الساحة الثقافية بالجزائر لأنه يأتي في ظروف استثنائية ويكسر حاجز الجمود الثقافي الذي فرضته جائحة كورونا قرابة العام وغياب الصالون الدولي الذي أُلغي بسببها، ولعل هذا الفعل الثقافي سيضفي نوعا من الحركية الثقافية ويساهم بشكل كبير في رفع نسبة المقروئية لدى مختلف فئات المجتمع الجزائري.
ويبدو من خلال الافتتاح أن نسبة الاقبال تبدو ضعيفة وهذا أمر طبيعي وصحي نظرا لما خلفته الجائحة من أثر نفسي على القارئ الجزائري بسبب الحجر الصحي الذي دام أكثر من سنة، ولعل هذه التجربة ستعيد المياه إلى مجاريها من جديد.
الشاعرة حورية آيت إيزم
أتى لإماطة اللثام على المقروئية

معرض الكتاب الذي تحتضنه الجزائر حاليا لا أراه إلا إماطة للثام على المقروئية بشكل أو بآخر في زمن الكورونا حتى أننا نلاحظ أنه لم يلق الكثير من الإقبال كما تعودنا على العدد الهائل من الزوار، ربما لأنه جاء في وقت صعب والكل خائف على غرار باقي دول العالم خاصة مع هذه الموجة من الفيروس المستجد، وبذلك أقول إنه معرض استثنائي في ظروف استثنائية.
الكاتب عبد العزيز عمراني
فرصة لإعادة إحياء روح الكتابة والقراءة

مبادرة جيدة من طرف المنظمة الوطنية لناشري الكتب، خصوصا وأن الكتاب والقراء كانوا متعطشين جدا لمثل هذه المعارض منذ المعرض الدولي سيلا 2019، وبالتالي لقت هذه المبادرة استحسان الجميع وحتى الزوار بشهادة بعض أصدقائي الكتاب، وشخصيا أرى أن هذا المعرض جاء في الوقت المناسب تزامنا مع عطلة الربيع ومع موسم نشاط الكتاب وإخراج إصدارات جديدة لسنة 2021، فهي فرصة للتعرف على كتاب جدد وفرصة لإعادة إحياء روح الكتابة والقراءة بعد العزلة التي سببتها الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم. وإضافة إلى ذلك منحت المنظمة فرصة لجميع الكتاب للقيام بجلسات بيع بالتوقيع وبشكل مجاني، فهذا هو الأهم بالنسبة لي. وبطبيعة الحال بما أن هناك بروتوكولا وقائيا صحيا وتنظيما داخل المعرض، فلا حرج أنه أتى في هذه الفترة، ونتمنى أن تعمم مثل هذه المعارض على مختلف ولايات الوطن وعلى الأقل مرتين في السنة.
الكاتبة سعاد شيحي
هذا المعرض جاء استثنائيا

تنظم وزارة الثقافة معرضا للكتاب كل سنة للتعريف بالمبدعين والكتّاب وأهم الإصدارات هذه السنة، حيث تمّ افتتاح المعرض هذه السنة من طرف وزيرة الثقافة ووفد رفيع المستوى، لتكون انطلاقة فعلية لفعاليات المعرض.
رغم الوباء العالمي الذي مس الجزائر وأغلق عدة قطاعات ومؤسسات، منها دور النشر عبر الوطن، فقد كان الكاتب أو المبدع يحاول بشق الأنفس أن يطبع أعماله.
احتوى المعرض على الكثير من المبدعين الجدد والذين طبعت أعمالهم في ظروف صعبة ليتحدوا عالم الركود الثقافي، واحتلت اعمالهم معظم رفوف الأجنحة المخصصة لدور النشر، كما لا ننسى أهم الروائيين العالميين الذين زينت إصداراتهم كل أماكن العرض.
ورغم كل هذا، فقد كان للجمهور حضور مكثف من كل أطياف المجتمع لتولّد لنا حركية كبيرة في عالم القراءة والاقتناء. وأرى أن هذا العام مختلف بدرجة كبيرة عن السنوات الماضية، فقد كان للعناوين طابع خاص فيما يخص الكتب سواء الاجتماعية او التاريخية او العلمية، في المجالات كافة الرواية والشعر والقصة وحتى الكتب الدراسية..
القاص حركاتي لعمامرة
جاء ليحرك الركود الثقافي

في هذه الظروف الاستثنائية التي تتمثل في انتشار وباء كورونا والوباء المستجد، يأتي الصالون الوطني للكتاب بقصر المعارض ما بين 11 و20 مارس الحالي وسط احترازات صحية مشددة متمثلة في بروتوكول صحي مشدد، وبعد إلغاء المعرض الدولي للكتاب المزمع تنظيمه هذه السنة وبعد عطلة إجبارية لدور النشر التي تأثرت كباقي القطاعات من آثار هذه الجائحة…
المهم أن هذا المعرض جاء ليغطي فراغا تشهده الساحة الثقافية وليحرك الركود الثقافي في ظل الكساد الغريب للكتاب والذي يترك خلفه علامات الاستفهام وإن كان هذا الصالون يعتبر همزة وصل بين الكاتب والقارئ من جهة وبين الناشر
والكاتب من جهة أخرى، فإنه قد يطرح عدة تساؤلات عن غياب دعم الكاتب والناشر معا في ظل غلاء إيجار مساحات العرض والمنطق التجاري المبالغ فيه الذي يسيطر على مجال الخدمات المقدمة للزوار من مأكل ومشرب وحتى مواقف السيارات مما يؤثر سلبا على سيرورة توزيع الكتاب الذي أصبح سلعة راكدة…
وككاتب من الجزائر العميقة أطرح تساؤلا حول مركزية مثل هذه الصالونات والمعارض والتي تتمركز في العاصمة ولم لا تطوف هذه الصالونات عبر ربوع الوطن.
وأخيرا نتمنى أن تعود للكتاب هيبته ومكانته المأمولة، حتى تعود للكاتب والناشر مكانتهما أيضا.
وللإشارة فإن أغلب الكتاب لا يمكنهم استرجاع كلفة طبع الكتاب حتى ولو بنسبة قليلة مما يعيد طرح عدة تساؤلات حول أولئك الذين تحملوا عناء الكتابة التي هي أكسجينهم اليومي وتجشموا صعوبة الطبع في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده المعيشة عموما في غياب دعم سعر الكتاب مثلما كان في عصره الذهبي مثله مثل المواد الاستهلاكية.
المبدعة مونية لخذاري
هذا ما لفت انتباهي في معرض الكتاب

تصادف معرض الكتاب مع ظروف استثنائية أمر بها، جعلتني أبحث عن التغيير والخروج من محيط الأوجاع إلى الأحبة وصوت يشبهني داخل واحد من هؤلاء.
لم يكن أمر الانتقال من مكاني إلى المعرض سهلا كما اعتقدت، لكنه يستحق، غامرت بساعات الطريق لأجل دقائق تعد بالأصابع، كل هذا لأجل الكتاب أم الرفقة؟ هذا السؤال الذي يبحث عن جوابه الكثير ! .
أول ما شد انتباهي وأنا في طريقي إليه هو الحشد الكبير الذي أمامي، وكأي كاتبة لها خيال، كنت انظر الى الترافق زمرا زمرا، لكن للأسف أول وجهة قادتنا إلى حيث الطرب والترفيه .تداركنا الأمر ببضعة كليومترات حيث لم استوعب أن كل هذه الفئة مختلفة الأعمار تترافق لأجل حمل كتاب .ظني في محله، لكن لا يمنع أن هناك الكثير في معرض الكتاب، مما يجعلك سعيدا وأنت ترى المعرض يعج. لنعود لنفس السؤال بطريقة أخرى :أم هي اعجاز نخل خاوية ؟”.
بعد أن اكتشفت اني ضعت بين الممرات، اكتشفت في مسافة بين الضياع والاستدراك، ان الصور مع الاغلفة والكاتب أكثر حضورا من اقتناء كتاب للقراءة بجدية .ممكن أن تجد قارئا مهتما بين 1000 شخص، كي نعزز المقروئية في أنفسنا بأمل أن الآتي أجمل .ربما هذا ما أراه من تناقض داخلي بين حقيقة ما هو موجود نقص المقروئية، و الاهتمام بالكتاب بمعنى الكلمة، وبين أمل نرممه بتصديقنا له على أمل أن يحدث الله أمرا بعد ذلك .
ليبقى السؤال، هل الكتاب هذا العصر فيه من الصدق، ليجد من يبحث الحقيقة كاملة، أم يبقى مجرد طاولة بمربعات تجتمع فيها كل القطع لقتل القراءة بعد حصار من بيدقين؟
الكاتبة كلثوم خرخاشي
فكرة حسنة

أنا للأسف لم أحظ بزيارته لأني قرأت أنه ممنوع جلسات بيع بالتوقيع …أما الباقي أظن أنه فكرة حسنة ولكن إن وجد الكاتب مع كتابه أفضل.. وأيضا لا يوجد مكان إلقاء جلسات أدبية. ولم يراسلوا دور الثقافة لأجل توفير حافلات للكتاب لزيارته، للأسف ..وأتمنى أن يكون العام المقبل دوليا وتزول جائحة كورونا ..ويزدهر الحرف والقراءة والمقروئية وكما أقول دائما دام الحرف أرقى أنواع الثقافة.
كلمتهم: حاء/ ع