بدأ الصالون الدولي للكتاب، صباح الخميس، في استقبال زائري الدورة الثانية والعشرين الذين يأمل المنظمون أن يتجاوز عددهم مليوني زائر. وتقام الدورة الثانية والعشرون المستمرة إلى الخامس من نوفمبر بمشاركة 952 دار نشر، بينها 314 دارا جزائرية تمثل 52 دولة، منها 17 دولة عربية، فيما اختيرت جنوب إفريقيا ضيف شرف الصالون.
وقال حميدو مسعودي محافظ الصالون الدولي للكتاب “السنة الماضية كان لدينا مليون ونصف المليون زائر، أملي كبير هذه السنة أن نتجاوز عتبة 2 مليون زائر”.
وعن أبرز تحديات الدورة الجديدة، قال مسعودي “التحدي الأول هذه السنة هي الميزانية المخصصة للصالون التي انخفضت مقارنة مع السنة الماضية بنسبة 30 بالمائة من 120 مليون دينار جزائري إلى 80 مليون دينار”.
وأضاف “هذا العام أيضا تحفظنا على مشاركة أقل من 100 عنوان كتاب بالمعرض مقارنة مع 111 عنوان كتاب في العام الماضي، أغلبها كتب دينية تدعو للتطرف وللفتنة والتفرقة وفي بعض الأحيان للعنصرية”.
وتشمل أنشطة الصالون ندوات ولقاءات فكرية وأدبية إضافة إلى تنظيم ملتقى دولي حول حياة وأعمال الكاتب الجزائري مولود معمري (1917-1989) بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده.
ومن أبرز الضيوف المشاركين الكاتبة أحلام مستغانمي والروائي واسيني الأعرج والشاعرة ربيعة جلطي والمفكر أمين الزاوي من الجزائر، إضافة إلى الكاتب العراقي بدر العايش والناقد المغربي أنيس الرفاعي.
موريتانيا… لأول مرة
وجديد هذه الطبعة هي مشاركة موريتانيا لأول مرة ممثلة في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، حيث افتتح الدكتور محمدو ولد أحظانا، صباح الخميس، بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الجزائريين، الركن الخاص بمنشورات اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في هذا الحدث الكبير.
وقال الشاعر سيدي ولد الأمجاد أمين العلاقات الخارجية في اتحاد الأدباء الموريتانيين ومنسق المشاركة الموريتانية في هذا المعرض، إن الجناح الموريتاني يحتوي على أكثر من 300 عنوان في مختلف مجالات الأدب والثقافة الموريتانية من أهمها دواوين لشعراء بارزين من مختلف الأجيال وروايات وقصص موريتانية عديدة ودراسات أدبية ونقدية وكتب في التاريخ والتراث والموروث الشعبي الموريتاني.
وقال الشاعر يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين على هامش جولته في الجناح الموريتاني، إن هذه المشاركة الموريتانية الأولى من نوعها بالتعاون مع اتحاد أدباء وكتاب موريتانيا تشكل إضافة هامة لجهود اتحاد كتاب المغرب العربي في التواصل والشراكة، موضحا أن هذه المنشورات الموريتانية تعطي صورة كبيرة لمستوى الإبداع الأدبي والثقافي في موريتانيا الشقيقة.
وبدوره قال الدكتور محمدو ولد أحظانا إن معرض الجزائر الدولي للكتاب يعد حدثا بارزا على الساحة العربية، ومشاركة موريتانيا فيه لأول مرة تعد تمهيدا لحضور الجزائر كضيف شرف ثقافي على النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة بموريتانيا شهر ديسمبر المقبل في مدينة تيشيت جوهرة الصحراء.
برنامج ثقافي متنوع بجناح جنوب إفريقيا
تشارك جنوب إفريقيا التي تحل ضيف شرف على الطبعة الـ22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بفعاليات أدبية وفكرية وفنية متنوعة بالإضافة إلى معرض للكتاب الجنوب إفريقي.
وبرمج القائمون على الجناح محاضرات ونقاشات حول مواضيع مختلفة كتاريخ الأدب الجنوب إفريقي وأصواته النسائية بحضور كتاب وشعراء ومثقفين جنوب إفريقيين، بالإضافة إلى معرض للكتاب المحلي يضم 500 مؤلف باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ.
وسيكون جمهور “سيلا” على موعد مع الشاعرة فانجايل زمازييكا غانتشو التي ستشاركهم مجموعتها الشعرية وخبرتها في تأليف وأداء فن الـ “صلام” (المبارزة الشعرية).
وفيما يخص معرض الكتاب الجنوب إفريقي، تحضر دارا النشر “أفريكن فلايفر بوكس” و”فيفليا” بأكثر من 500 كتاب باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ على غرار السير الذاتية للزعيم الجنوب إفريقي ورمز النضال ضد نظام الميز العنصري (الأبارتيد) نيلسون مانديلا (1918- 2013).
ومن العناوين التي يزخر بها أيضا هذا المعرض مؤلفات للحائزين على جائزة نوبل للأدب نادين غوردمر (1991) وجون ماكسويل كويتزي (2003) إضافة إلى تشكيلة من الروايات والدواوين الشعرية وكذا مجموعة من كلاسيكيات الأدب الجنوب إفريقي.
وبإمكان الزوار أيضا حضور فضاءات للقراءة واللقاءات الجانبية وأخرى خاصة بالتبادلات بين المهنيين وكذا مشاهدة مجموعة من الأفلام الجنوب إفريقية المقتبسة عن أعمال أدبية.
وتحل جنوب إفريقيا على الصالون بوفد ثقافي تتقدمه نائبة وزير الثقافة والفنون ماخوتسو سوتيو، بالإضافة لعدد من الكتاب والشعراء على غرار الكاتب فريديريك فوزي كومالو والروائية ماغونا سنديوي وكذا ممثلين عن المكتبة الوطنية الجنوب إفريقية وبعض دور النشر المحلية.
وقالت نائب وزير الثقافة والفنون الجنوب إفريقية في لقاء جمعها الخميس بوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، إن صالون الكتاب “يخلق فرصا للتعاون والتبادل الثقافي”، كما أنه “يعزز العلاقات بين البلدين والشعبين”، مضيفة أن البلدين “يتشاركان علاقات ثقافية وتاريخية متينة (…) ولا يزالان شريكين استراتيجيين يعملان على تطوير القارة الإفريقية”.
ودعت السيدة سوتيو الجزائر لمشاركة بلادها عام 2018 الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد نيلسن مانديلا وكذا تنظيم أسبوع ثقافي جزائري خلال نفس العام.
وقال من جهته السيد ميهوبي إن حديثه مع نائبة وزير الثقافة والفنون الجنوب إفريقية تمحور حول “تعميق العلاقات بين البلدين ثقافيا”، وخصوصا ما تعلق بتبادل الوفود والمشاركة في الفعاليات الثقافية بالبلدين، وكذا المشاريع السينمائية وتطوير آليات الترجمة المشتركة، مذكرا بأن الجزائر ستكون ضيف شرف تظاهرة “شهر إفريقيا” بجنوب إفريقيا في 2018.