“أدب المقاومة في فلسطين، أقلام في وجه النار” هو عنوان ندوة أقيمت ضمن برنامج الصالون الدولي للكتاب، سلطت الضوء على نماذج من الكتابات الأدبية التي رسخت القضية الفلسطينية، كفكرة وقناعة غير قابلة للنسيان أو المحو، تصل درجة الإيمان.
وفي هذا الصدد، تحدث الأستاذ الفلسطيني نعيم فرحات قائلا، إن المقاومة كانت دوما قدر فلسطين، ما جعلها تترك أثرها في الوجدان، وتجعل الكثيرين يعتنقونها كفكرة للكتابة، متوقفا أيضا عند موقف الجزائريين الذين لم يولدوا في فلسطين، لكنهم احتضنوها في كتاباتهم، موضحا أن ذلك كان بفعل المعنى المقدس للتراب الوطني عند الجزائريين، وكذلك إبداعهم لكلمة “النيف” التي هي من صميم الصمود والمقاومة، لتبقى فلسطين دليل الجزائر على نصرتها للحق والمظلومين.
بدوره، عرج الدكتور الفلسطيني فخري صالح على تاريخ الجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، إلى أن افتك الجزائريون الانتصار، وهو ما جعلها مثالا حيا للنضال والصمود للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن الأدب الفلسطيني واحد من الروافد الأساسية للثقافة العربية، اعتمد على فكرة المقاومة، وقدم أسماء عديدة، منها محمود درويش وحنا أبو حنا والقاسم وابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود، ثم غسان كنفاني وغيرهم ممن تصدوا للمشروع الصهيوني.
وذكر فخري الكاتبة عدنية شبلي عن روايتها “تفصيل ثانوي”، التي أحدثت ضجة كبرى في صالون فرانكفورت، السنة الفارطة، ومنعت من الجائزة التي كانت ستتحصل عليها على خلفية “طوفان الأقصى”، لكن الرواية اشتهرت وترجمت لعدة لغات، وبعد أيام ستصدر بالفرنسية، وتتضمن الرواية فكرة اللسان المقطوع الذي كتب عنها ادوارد سعيد، أي إلغاء الصوت الفلسطيني، وتعرض قصة فتاة بدوية من بئر سبع، يتم أسرها سنة 1948 ضمن عمليات مطاردة البدو..
الروائية الثانية هي ابتسام عازم من الولايات المتحدة، أصدرت في 2014 رواية “سجل اختفاء”، وهي من الخيال، تحكي عن “الإسرائيليين” الذين ينهضون ذات يوم ويجدون أن كل الفلسطينيين، من عمال وتجار ومزارعين وأطباء وغيرهم، قد تبخروا، وبالتالي يكون الأمر صعبا، خاصة في يوم السبت، الذي لا يعمل فيه اليهود، ومن يصف كل ذلك في الرواية، صحفي “إسرائيلي” فقد المصور الفلسطيني الذي يشتغل معه، وهو رد على سياسة الكيان الصهيوني لمحو وجود الشعب الفلسطيني.
الكاتبة الثالثة هي إيزابيلا حماد، من أب فلسطيني وأم بريطانية، تكتب بالإنجليزية عن فلسطين أرض أجدادها، وقد اختارتها مجلة “غرانتا” الأدبية البريطانية المعروفة من بين أهم 20 كاتبا مشهورا في الأدب الأنجلوفوني، وستكون أشهر خلال العقد القادم (سنها 33 سنة)”.
أما الروائية التونسية حفيظة قارة بيبان، فأكدت أن الكتابة التزام وموقف، قبل أن تكون إبداعا، لتتحدث عن روايتها التي تجمع بين مناضل فلسطيني، جاء مع المبعدين الفلسطينيين إلى تونس في 1982، وبين كاتبة تونسية، وهو إيحاء بالتضامن والمصير المشترك، كما وصفته، منذ زمن غرناطة إلى قرطاج، إلى بيروت وغيرها.
تدخل أيضا سعيد حمودي ليتحدث عن أدب المقاومة، أو كما يوصف بالأدب الأسود ذي السردية الأليمة، متوقفا عند بعض المبدعين الفلسطينيين، منهم ناجي العلي والراشد وغيرهما، وكذلك مبدعون آخرون من الجزائر أبدعوا في تقديم القضية الفلسطينية.
وتتواصل فعاليات الطبعة الـ27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب لغاية 16 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري بمشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة، من بينهم 290 ناشرا جزائريا، يعرضون أزيد من 300 ألف عنوان.
ب\ص