قال المفتي الشيخ محمد مكركب، إن “على كل وسائل الإعلام بشقيها ـ الصحافة المكتوبة والمرئية ـ أن تحمل على عاتقها هم ومسؤولية البناء الفكري للفرد والمجتمع، وأن تتمسك بالمبادئ والثوابت والقيم وتذود عنها، رافعة من خلال برامجها ومضامينها التحدي أمام الإعلام الغربي، وهكذا يصبح رجال الإعلام من أبرز العناصر المهمة المكونة للنخبة المثقفة في المجتمع”.
وعالج الشيخ مكركب، من خلال إصداره الجديد “الإعلام الملتزم في منهاج المنظومة الإعلامية العالمية”، قضية تجديد مجال الإعلام وإصلاحه ودور الإعلام وحرية التعبير في البناء الفكري، وسبل بلوغ الوعي السياسي
والرقي الثقافي المتكامل للإنسان من أجل إنجاح البناء الحضاري والنهوض بالمجتمع على أسس وحدة فكرية سوية”، مشددا على أن التلفزيون يعد من أخطر الوسائل الإعلامية الحديثة المستعملة في توجيه الرأي العام، كما أنه من أشدها تأثيرا على سلوك المشاهد ومخاطبة للاوعي وإقناعا له، متطرقا في نفس الوقت إلى تاريخ ظهور الإعلام والبيئة التي نشأت فيها وسائله، مع إسقاطه على واقع السلف ومقارنته بعصر النبوة، منوها بدور الإعلاميين الحساس، الذين يتعين عليهم أداؤه بصرامة والمتمثل في محاربة الإشاعات والصمود في وجه “الإعلام الفاسد الذي يبث الغرب سمومه”، بالإضافة إلى الدور الوقائي من أجل حماية الطفل وتربيته وإصلاح أفراد المجتمع ككل.
كما أشار الداعية والمربي، مكركب، إلى أن حرية التعبير لا تعني أن يقول الصحفي في السياسة أو غيرها من المجالات كل ما يحلو له ويمليه عليه عقله ويتجاوز خصوصيات الناس بكل ما رآه وما لم يراه، مؤكدا في نفس الوقت أن الجريدة الملتزمة بمفردها يمكن اعتبارها طاقة وقوة على كافة المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أولا وقبل كل شيء، حيث أنها تؤثر في العقول والأفكار وتوجه الرأي العام، ولهذا لا يجب أن يكون الهدف من إنشاء جريدة بما تنشره من مضامين ذا غاية تجارية محضة، كل ما يفعله أصحابها هو الهرولة خلف الخبطات الصحفية وتعمد الإثارة والعناوين البراقة، والرد على النقد البناء والحوار بالشتم والسب وتبادل التهم والخصام، ورمي الناس بالكذب والانتقاص من أعراضهم، وبالتالي ـ يؤكد مكركب ـ فإن “الجريدة الملتزمة هي التي تحرص على الوسطية في الفكر، والإعتدال في المبادئ، ذات منهج علمي ونقد بناء، مشددا على كون “الإعلام الملتزم والنزيه هو الإعلام الذي يطرح قضايا الأمة وانشغالاتها ويرفع صورتها، ويكافح من أجل التنمية والتطوير والبناء والارتقاء، ويسهر على طرح قضايا الأمة المعاصرة وتقديم الحلول الأنجع لحلها من أجل التخلص تماما من التبعية وتحقيق وحدة المجتمع والشعوب بصفة عامة”.