في خطبة مؤثرة ألقاها من على منبر مسجد الجزائر الأعظم بمناسبة ذكرى أول نوفمبر

الشيخ عماد بن عامر يستحضر إرث الاستقلال والقيم الوطنية من أجل بناء مستقبل مشرق للجزائر المنتصرة

الشيخ عماد بن عامر يستحضر إرث الاستقلال والقيم الوطنية من أجل بناء مستقبل مشرق للجزائر المنتصرة

تحدث الشيخ عماد بن عامر في خطبة، الجمعة، من التي ألقاها بمسجد الجزائر الأعظم عن ذكرى نوفمبر الخالدة، متناولا تاريخ الجزائر الذي صيغ بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين.

وأكد الشيخ في كلمته، على ضرورة استحضار هذه الذكرى كرمز لعزة الأمة، داعيا إلى التمسك بأمانة الشهداء ونقل قيم التضحية للأجيال الجديدة. بدأ الشيخ الخطبة بالثناء على الله -سبحانه وتعالى- وشكر نعمة الحرية والاستقلال التي أنعم بها على الشعب الجزائري، مشيرا إلى الدور العظيم للأبطال الذين دحروا قوى الاحتلال بفضل الله وتضحياتهم العظيمة. وقد استشهد بالآية الكريمة “ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” [البقرة: 251]، ليؤكد على سنة التدافع في الحياة وأن الواجب على الأمة الإسلامية أن تكون سندا للحق وأن تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه. وأشار الشيخ بن عامر إلى الغزوات التاريخية التي تعرضت لها الأمة الإسلامية، مؤكدا أن الاعتداءات على ديار الإسلام قد واجهها الأجداد ببطولات من أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، وأن الجزائر بدورها شهدت ثورات متتابعة قادها أبطال وطنيون كالأمير عبد القادر ولالا فاطمة نسومر. واستمر الصراع حتى فجر ثورة التحرير المجيدة في نوفمبر 1954، تلك الثورة التي دوت هتافاتها في سماء العالمين، معلنة عن إرادة الحرية وعزيمة التحرير. كما وجّه الشيخ في خطبته رسالة إلى أحفاد المجاهدين والشهداء، مؤكدا أن نوفمبر ليس مجرد تاريخ بل هو مصدر عز و فخر للأمة، وينبغي أن يبقى رمزا للوحدة والقوة للأجيال. واستعان بأبيات من قصيدة شاعر الثورة مفدي زكريا، التي خلّدت مشاعر الفخر والأمل بنوفمبر كحدث صنع ملحمة التحرير المباركة. كما دعا الشيخ، إلى ضرورة الحفاظ على أمانة الشهداء من خلال التحلي بالمسؤولية في كافة المجالات، سواء كان العامل في مصنعه أو الجندي في ثكنته، مشددا على أهمية نبذ الخلافات والابتعاد عن العصبية والتمسك بالوحدة الإسلامية. وحثّ الشيخ أبناء الأمة على تركيز الجهود نحو ما يجمعهم من قيم سامية، رافعين راية الإسلام في وجه التحديات، متخذين من تاريخ ثورتهم المجيدة مثالا للوحدة والقوة. واختتم الشيخ عماد بن عامر الخطبة بالدعاء أن يحفظ الله الجزائر، وأن يرحم الشهداء ويغفر للمجاهدين، وأن يرزق الشعب الجزائري الأمان والاستقرار. كما دعا للأمة الإسلامية جمعاء، بأن تتوحد صفوفها وتستعيد عزتها، طالبا من الله أن يحفظ المقدسات ويطهر المسجد الأقصى من الصهاينة المعتدين. وفي الختام، دعا الشيخ عماد بن عامر الجميع إلى التمسك بقيم التضحية والوحدة، وتجديد العهد على الوفاء لأمانة الشهداء، والحفاظ على رسالة نوفمبر كشعلة أمل وإلهام للأجيال، مؤكدا أن بناء الجزائر القوية يبدأ من هنا، من استحضار إرث الاستقلال والتمسك بمبادئه لأجل بناء مستقبل مشرق للجزائر المنتصرة.

محمد بوسلامة