من آثار الإمام عبد الحميد بن باديس: تفسيره للقرآن الكريم، إلقاء على طلبته ومريديه، بدأه في ربيع سنة 1332هـ – 1914م، وختمه في ربيـع عام 1357هـ – 1938م، ولكنـه لم يكتـب منه إلا قليلا، فلم يكن الشيخ يكتب من التفسير ما يلقي، ولم تكن آلات التسجيل شائعة الاستعمال، متيسرة الوجود، ولم يتح له تلميـذ نجيب يسجـل ما يقول، كما أتيح للشيخ محمد عبده في رشيد رضا رحمهم الله، ولكن الله أبى أن يضيع فضله وعمله، فألهمه كتابة مجالس معدودة من تلك الدروس كان ينشرها فواتح لأعداد مجلة الشهاب، ويسميها “مجالس التذكير” ، وقد جمعت هـذه الافتتاحيات بعد وفاته في كتاب تحت عنوان “مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير”. ولم يمض على ختمه لتفسير القرآن العظيم إلا شهورا، وإذا به رحمه الله يختم شرح موطأ الإمام مالك، وكان ذلك في أواسط ربيع الثاني عام 1358هـ “يونيو 1939م” .. وقد جمع كثير من آثاره العلمية بعد وفاته، نذكر منها ما يلي:
أ – تفسير ابن باديس: الذي نشره الأستاذان: محمد الصالح وتوفيق محمد، نقلا عن “مجالس التذكير” الذي طبع ونشر سنة 1948م.
ب – مجالس التذكير من حديث البشير النذير: وقد طبعته وزارة الشئون الدينية بالجزائر، سنة 1403هـ- 1983م.
جـ – العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية : وهي عبارة عن الدروس التي كان يمليها الأستاذ ابن باديس على تلاميذه، في أصول العقائد الإسلامية وأدلتها من القرآن والسنة النبوية على الطريقة السلفية، وقد جمعها وعلق عليها تلميذه البار الأستاذ محمد الصالح رمضان.
د – كتاب رجال السلف ونساؤه : وهي مجموعة من المقالات ترجم فيها ابن باديس لبعض الصحابة رضوان الله عليهم، وما لهم من صفات اكتسبوها من الإسلام، وما كان من أعمالهم في سبيله، نشر تلك التراجم في مجلة الشهاب.
هـ – كما حقق ابن باديس كتاب العواصم من القواصم : للإمام ابن العربي، وقدم له وطبعه سنة 1928م، في جزأين بمطابع الشهاب بقسنطينة.
و – ترجم ابن باديس لكثير من أعلام الإسلام من السلف والخلف، في صفحات مجلة الشهاب، جمعت تحت عنوان تراجم أعلام”.
ولعله من الأهمية بمكان أن نذكر في هـذا المبحث، أن الشيخ ابن باديس رحمه الله، كان يطالع معظم الجرائد والمجلات التي تصدر في الجزائر سواء باللغة العربية أو باللغة الفرنسيـة، التي كان يقرأ بها ولا يتكلمها، ويرد عليها بما يراه مناسبا، كما كان يحاور ويناظر المستشرقين العاملين في سلك الحكومة في الجزائر آنذاك، ويظهر لهم عظمة الإسلام ومحاسنه.
الكاتب محمد حميداتو