العلم والإيمان

الشفرة الوراثية.. سر الحياة

الشفرة الوراثية.. سر الحياة

لطالما تساءل علماء الأحياء عن السر الذي يجعل خلايا التكاثر والتي تكاد أن تكون متشابهة في الشكل وتحتوي على نفس المكونات أن تنتج ملايين الأنواع من الكائنات الحية بمختلف الأحجام والأشكال والألوان. فجميع أنواع الكائنات الحية يبدأ تصنيعها من خلية واحدة فقط حيث تنقسم إلى خليتين ثم إلى أربع ثم إلى ثماني خلايا وهكذا دواليك إلى أن يتم إنتاج جميع الخلايا التي تلزم لبناء جسم الكائن والتي قد يصل عددها إلى آلاف البلايين وبحيث تأخذ كل خلية من الخلايا الناتجة المكان المخصص لها في جسم هذا الكائن. إن الإبداع الموجود في طريقة التصنيع هذه هو في أنها لا تحتاج إلى تدخل قوة خارجية لإتمام عملية التصنيع فالخلية الأولية التي تبدأ منها عملية تصنيع الكائن الحي قد تم برمجتها بشكل كامل بحيث تقوم هذه الخلية وما ينتج عنها من خلايا من خلال الانقسام المتكرر بكامل خطوات التصنيع. لقد كان شك علماء الأحياء يدور حول الحامض النووي (DNA) الموجود في نواة الخلية والذي تم اكتشافه في عام 1869م على يد الطبيب السويسري فريدرك ميشر فكانوا يظنون أنه هو المسؤول عن نقل الصفات الوراثية من جيل إلى جيل في الكائنات الحية. وفي عام 1953م تمكن عالمي الأحياء فرانسيس كريك وجيمس واطسون باستخدام الأشعة السينية من كشف تركيب الحامض النووي ووجدوا أن كامل مواصفات أجسام الكائنات الحية مكتوبة بطريقة رقمية على شريط طويل ودقيق من الحامض النووي مخزن في نواة الخلية وهو من الصغر بحيث لا يمكن رؤيته حتى بأقوى الميكروسكوبات الضوئية. وبهذا الاكتشاف العظيم تمكن هذان العالمان من فك أعظم سر من أسرار الحياة وهو الكيفية التي يتم من خلالها توريث مواصفات أجسام الكائنات الحية إلى ما تنتجه من كائنات جديدة وكذلك الطريقة التي يتم بها تصنيع كائنات جديدة ابتداء من خلية واحدة.

من موقع رابطة العالم الإسلامي